السبت، 12 أكتوبر 2013

أساليب وفنيات البحث فى علم النفس الفسيولوجى


المفاهيم :

مستقبلات الإشارة الفسيولوجية :    Sensors
 آداه خاصة وبسيطة لها صفات فيزيقية متميزة تمكنها من استشعار الإشارات الفسيولوجية .
 (مثل الأقطاب التى توضع على فروة الرأس لتسجيل نشاط المخ الكهربي) .

الناقلات : Transeducers
 بناء فيزيقي خاص يقوم بتحويل إحدى صور الطاقة الى الأخرى (واغلب تلك المحولات فى مجال السيكوفسيولوجيا تقوم بتحويل الكميات .
الفيزيقية : ضغط –قوة الى طاقة كهربية) .

مكبرات الإشارات :Amplifiers   
أجهزة إلكترونية خاصة تقوم بتكبير الإشارات الكهربية الضعيفة المستقبلة من العضو لكي يمكن ملاحظتها .

وحدات عرض الإشارات :
أجهزة خاصة تقوم بعرض الإشارات التى تم تكبيرها بصورة تجعلها قابلة للملاحظة (مثل الاوسكيسكوب) .

وحدة تكميم الإشارات :Quantification  
 أجهزة خاصة مسئولة عن تحويل الإشارات المسجلة إلى قيم رقمية معيارية تصالح التفسير والتحليل العلمي .

الريتم Rhythm
 ذبذبات كهربية تحدث بصفة دورية وفق نظام محدد .

رتم دلتاDelta  (∆)
يتراوح تردده بين 5.3 ذبذبة فى الثانية ويظهر عند البالغين في حالة وجود أورام بالمخ . كما يمكن تسجيله عند الأطفال حديثي الولادة حتى عامين او فى حالة النوم العميق .

رتم ثيتاTheta  (θ)
يتراوح تردده بين 7:4 ذبذبه/ثانيه وهو الريتم السائد على نشاط المخ من 2-5 سنوات وعند البالغين يظهر مرتبطا بالاضطرابات النفسية وفى ظروف الإحباط .

رتم ألفاAlpha (α)
ويقع تردده بين 13.5:8 ذبذبة/الثانية ويطلق عليه رتم الهدوء النفسي وذلك لانه يظهر عندما يكون الإنسان مسترخيا وعيناه مغلقتان .

رتم بيتا Beta (β)
ويتراوح تردده بين35:14 ذبذبه/ثانيه ويظهر أثناء التفكير العميق وخصوصا فى المناطق الجبهية ويظهر أساسا عند البالغين ويربط بنشاط المخ الحسي- الحركي .

رتم جاما Gama (γ)
ويتراوح تردده بين 55:35 ذبذبه/ الثانية .

الانجيوجراف : Angiograp  
        طريقة يستخدمها أطباء جراحة المخ والأعصاب تفيد في تشخيص أماكن الأورام او تضخم الشرايين بالمخ . وفيها يتم حقن مادة معتمة بالنسبة لأشعة اكس في الشرايين الرئيسية التى تقع على جانبي العين وبعد الحقن يتم التقاط صور متتابعة للمخ حيث يتم التعرف على مسار تلك المادة فى النظام الشرياني –الوريدي فى المخ .

الاستثارة الكهربية للقشرة الدماغيه :
     يتم فيها استثارة مراكز محدده بالقشرة المخية مثل مراكز اللغة والذاكرة وملاحظة سلوك الفرد او او المريض نتيجة تلك الاستثارة .

الجهد الكهربا المستدعى Evoked porentials :
     عبارة عن موجات نوعية خاصة يتم استدعاؤها وتسجيلها من المنحنيات رسم المخ بعد جمع المكونات الموجبة والسالبة حيث يظل دائما انحراف قلم الجهاز مساويا للصفر .

استجابة الجلد الجلفانية : Galvanic skin response
     هو مؤشر فسيولوجى يستخدم بدقة فى تحديد مستوى التنشيط المرتبط بدورة بنشاط التكوينات لبشبكية فى ساق المخ وهو يشير الى قيمة مقاومة الجلد بالكيلو اوم .

مؤشر ألفا Alpha index
     وهو مؤشر نحصل عليه من منحنى رسم المخE.E.G وهو عبارة عن تقدير كمي معياري لنشاط ألفا ، ونحصل علية من حساب النسبة المئوية لظهور إيقاع ألفا فى فترة التسجيل .

الأسس والمبادئ:
- توجد علاقة أساسية بين تغير الحالة الانفعالية وتغير خصائص منحنيات الرتم السريع والرتم البطيء.
- تتغير خصائص منحنيات رسام المخ EEG فى حالة حدوث الأمراض النفسية والعصبية كالصداع والفصام او التغيرات المصاحبة         للحوادث واستخدام ألا دويه.

العناصر الأساسية:
يعرض هذا الفصل لكل من:
مكونات معمل علم النفس الفسيولوجى بوحداته المختلفة ،*أساليب البحث فى مجال الدراسات النفس - فسيولوجية وتشمل :

(1) طرق ملاحظة وظائف المخ (استئصال بعض أجزاء المخ تسجيل النشاط الكهربي ، فحص المخ الدقيق بالإشعاع ، الانجيوجراف، طريقة حقن الهواء ، الاستثارة الكهربية للقشرة الدماغية ، رسام المخ بالصدى ، زراعة الأقطاب داخل المخ ، استخدام المستحضرات الكيميائية ، التدريب على العائد البيولوجي) .
(2) تسجيل المؤشرات الفسيولوجية للحالة الوظيفية (ذبذبات رسم المخ ، الجهد الكهربي المستدعى ، منحنى تسجيل حركة العين ، منحنى  
     رسم العضلات الكهربا ، منحنى تسجيل نشاط التنفس ، تسجيل درجة الحرارة ، منحنيات تسجيل ضغط الدم ، استجابة الجلد الجلفانية ،
     منحنى رسم القلب ، مؤشر ألفا)  .
(3) الاختبارات النفسية .
(4) التقرير الذاتي .
(5) الطرق الكيميائية .
(6) الطرق الشاملة فى تقدير الحالة الوظيفية .

شرح الفصل :
        ومرة ثانية نؤكد للقارئ ضرورة التحديد الأساسي لحالة البداية : هل هي سيكولوجية نبحث في مؤشراتها وخصائصها الفسيولوجية ؟ أم هي فسيولوجية نبحث في متغيراتها وخصائصها النفسية؟ ومهما اختلفت نقطة البداية فان المنهج أو الأسلوب الذي يستخدم للتوصل إلى الحقيقة العلمية هو الذي يجعلنا نثق فيها ونبحث لها عن فائدة تطبيقية علمية .

       فالأسلوب أو المنهج هو باختصار شديد : تفكير منظم على درجة من الدقة يحدد من خلاله الباحث تتالى او تتابع الخطوات الفكرية والعملية التي جعلته يصل إلى الحقيقة أو قانون علمي فمثلا: كيف عرف هانزبيرجر  Hanz Berger  سنة 1929 أن هناك إيقاعا نوعيا Rhythm يصدر عن المخ يرتبط بحالة الهدوء النسبي عندما يسترخي الفرد ؟ او كيف عرف العلماء أن فى حالة انفعال الغضب مثلا تزداد نسبة الأدرينالين فى الدم ؟ فهناك قول مأثور عن عبد الحليم منتصر يذكر فيه "يعرف العلم بمنهجه لا بنتائجه " والمنهج التجريبي يمثل حجر الأساس لأساليب البت فى الظواهر النفس- فسيولوجية إلا أن حدود استخدام التجربة المعملية هى التى قدمت الفروق الاساسيه بين علم النفس الفسيولوجى والسيكوفسيولوجى فبينما يهتم الأخير بالتجريب على الإنسان فقط نجد أن علم النفس الفسيولوجى يجرى على الإنسان والحيوان ، ولذلك فان الموضوعات التى سنتناولها فى هذا الكتاب سوف تضم حقائق ومعلومات وأساليب تتعلق بالسيكوفسيولوجيا أحيانا (نقطة البداية "المتغيرات المستقلة" نفسيه) وبعلم النفس الفسيولوجى (المتغيرات المستقلة الفسيولوجية ) أحيانا أخرى . أعنى بذلك أن التحليل العلمي الذي نقدمه يحاول أن يتحرر من التسمية فالمهم دائما هو الحقيقة العلمية .

أولا: معمل علم النفس الفسيولوجى :
      يعتبر فونت أول من أسس معمل علم النفس الفسيولوجى سنة 1879 حيث كان ، بمقاييس عصره ، من المعامل التى حظيت باحترام الباحثين فى جميع دول العالم والعصر الحالي يشهد تقدما هائلا فى تكنولوجيا القياسات الالكتروفسيولوجية والنفسية بحيث اصبح من الصعب،حتى على بعض المثقفين ، التفرقة بين معامل علم النفس ومعامل الطبيعة وفروع البيولوجيا العلمية .
وحيث أن إعداد معامل علم النفس الفسيولوجى تتطلب ميزانية ضخمة فان ثمة مكونات او متطلبات أساسيه يمكن أن تبدأ بها عملية الإعداد ، وابسط المعامل لابد وان تتضمن المكونات الهامة الاتية :

1- مستقبلات الإشارة Sensors وهى تلتقط المعلومات الفسيولوجيه المراد تسجيلها .
2- الناقلات      Transduers
3-  مكبرات amplifiers تقوم بتكبير وتعديل الإشارات .
4-   أجهزة عرض الإشارات وتسجيلها .
5- حدة تكميم quantification الإشارات وهى مسئولة عن تحويل الإشارات المسجلة إلى قيم رقمية معيارية تصلح للتفسير والتحليل العلمي.

     وجدير بالذكر أن اغلبيه الأساليب التى ورد ذكرها سابقا تتم دائما داخل معمل علم النفس الفسيولوجى للتمكن من تحقيق الضبط التجريبي إلى جانب تسجيل المؤشرات الفسيولوحية واردة الذكر (شكل 1)  .
  
وفيما يلي شرح مبسط لكل منها :

1- مستقبلات الإشارات الفسيولوجيةSensors                                   
      وهى عبارة عن أداة بسيطة لها صفات فيزيقية متميزة تمكنها من استشعار الإشارات الفسيولوجية ، فإذا كان الحدث المراد دراسته مصحوبا بخصائص كهربيه فان تثبيت قطبين electrods على المكان المناسب بالجسم يكفى لنقل الإشارات الكهربية المعينة مثل الأقطاب التى توضع على فروة الرأس لتسجيل نشاط المخ الكهربي EEG او التى توضع على العضلات لتسجيل إشارتها الكهربية EMG وهناك العديد من الاختصارات التى تبدأ بحرف “E” التى تعنى “Elctro” أي كمربى ، وتوجد الأقطاب فى أنواع وأشكال عديدة تتوقف على الغرض من الدراسة فهناك أقطاب الفضة والبلاتين والذهب ...الخ وبفضل تلك الأقطاب يمكننا تسجيل اكثر من مؤشر فسيولوجى فوجد آن واحد . طبقا لعدد القنوات التى يسمح بها البوليجراف Polygraph .

2- الناقلات Transeducers
       والناقلات عبارة عن بناء فيزيقي خاص يقوم بتحويل إحدى صور الطاقة إلى الأخرى ، وغالب تلك المحولات ف ى مجال السيكوفسيولوجيا تقوم بتحويل الكميات الفيزيقية –قوة –ضغط –إلى طاقة كهربية كما هو الحال فى تسجيل منحنى التنفس حيث لا يوجد تيار كهربي مباشر يمكن تسجيله .

       فعند تغير حجم الصدر فى عمليات الشهيق والزفير أثناء التنفس يحول الناقل ضغط الهواء الواقع عليه إلى إشارات كهربية تتناسب مع حجم الصدر أثناء التنفس ، أما فى حالة تسجيل الإشارات من عضو له خصائص كهربية بطبيعته كالمخ والعضلات فان الأقطاب تنقل الإشارات الكهربية مباشرة إلى المكبرات .

3- تكبير الإشارات :
       وعادة ما تكون الإشارات الكهربية المستقبلة من العضو ضعيفة ولكي يمكننا ملاحظتها سواء عن طريق الاوسيلسكوب او فى شكل منحنى مرسوم على الورق نجد أن من الضروري أن تمر بمرحلة تكبير الإشارة باستخدام أجهزة إلكترونية خاصة للغاية ، ويجب أن نحذر الباحثين عند اختيارهم لنوع التكبير المطلوب حتى لا نتدخل فى تغير شكل الذبذبات التى نحصل عليها .ولعل مكبرات الصوت خير مثال على ذلك ، ويستفاد من تكبير الإشارات فى إمكانية تحويلها إلى مجموعة أقلام ترسم منحنيات تشبه تماما الحدث الأصلي الذي نريد تسجيله ، كما يستفاد من وسائل التكبير فى تحويل ذبذبات رسم المخ إلى صوت يسمعه الفرد او المؤشر يتحرك على تدريج ومن ثم يمكننا تتبع الحالة الوظيفية بشكة موضوعي يمكن ملاحظته او قياسه .

4- وحدات عرض وتسجيل الإشارات :
      وتلك الإشارات التى تم تكبيرها لابد أن يتم عرضها بصورة تجعلها قابلة للملاحظة ويتم ذلك عن طريق وحدات خاصة تعرف بالاوسيلسكوب "أنبوبة أشعة المهبط" هو اشبة بشاشة التليفزيون ولكن تلك الطريقة لا تحتفظ بسجل المعلومات والإشارات التى تم رصدها لذلك فمن الممكن تخزين تلك الإشارات فى صورتها التى تشبة الأصل (الموجودة داخل العضو المراد ملاحظته) عن طريق استخدام أجهزة التسجيل الممغنطة (الكاسيت العادي).

       وجدير بالذكر أن أوسع وسائل تسجيل الذبذبات والإشارات الكهربية بصورة دائمة ومرئية فى نفس الوقت ، تلك التى تعرف برسام المنحنيات عن طريق أقلام الحبر التى تزود بها الوحدة ، تماما كما يحدث عندما تذهب لعمل رسم للقلب ، فى شكل شريط من الورق مسجل عليه كافة وظائف القلب ويمكن أن نلفت النظر إلى أن المعلومات المسجلة على شرائط الكاسيت يمكن تحويلها إلى منحنى مرسوم على شرائط الورق او على جهاز الاوسيلسكوب .

5- وحدات تكميم الإشارة او الذبذبة :
يمكن تقسيم أنواع البحوث السيكوفسيولوجية من حيث فترة ظهور الظواهر التى يتم دراستها إلى :

 - أبحاث تتعلق بدراسة الظواهر الخاطفة السريعة فهي لحظية فى مدى زمن ظهورها فمثلا عندما يطالب من المفحوص التعرف على                                     حروف او أشكال يعرضها جهاز التاكستكوب فى مدة تستغرق ثواني معدودة ، فان الاستجابات الفسيولوجية لابد أن تتم تسجيلها فى نفس فترة وقوع الحدث او الظاهرة.

   وعموما فان تلك البحوث تعتمد على القياس الكمي : لمقدار السعة amplitude والكمون latency والفترة الزمنية التى تحتلها الظاهرة المرصودة .

   أما السعة فلابد أن يتم تقديرها بالنسبة إلى خط أساسي هو نقطة الصفر ، فمثلا عند قياس سعة ذبذبات نشاط العضلات الكهربيEMG عند تقديم المثير الشرطي فانه لابد من تحديد خط للقياس فى لحظة صدور المثير ، والشكل الآتي يوضح تلك الفكرة :

فإذا كانت الذبذبات المسجلة علـى شريط الـورق كمـا هـى موضحة فى الشكل عالية فان ارتفاع قلم الجهاز عنالخط الأساسي لأعلى ثم لأسفل يعطى قيمة السعة Amplitude أما عـدد القـمم الموجودة فى أعلى الخط الأساسي سوف يمثل التردد الذي يساوى فى هذا المثال 4 ذبذبات فى الثانية.
شكل رقم (1-أ)

وفى بعض الاحيان يتم قياس عدد الدورات فـى وحـدة الزمـن كما هو الحال عند قياس معدل نبض القلب .
  
 - أبحاث تتعلق بتسجيل الظواهر التى تستغرق فترة زمنية طويلة :مثل استجابة الجلد الجلفانية او منحنى رسم المخ لفترات طويلة فان المعايير السابقة فى النوع الأول تطل كما هى واكن مع تحديد مدة زمن التحليل المطلوب .

      وعادة يتم التكميم فى هذه الحالة باستخدام أدوات متقدمة وعلة درجة عالية من الدقة تقوم بعملية تحويل المنحنى إلى قيم رقمية بصورة آلية حيث تتوفر الحاسبات الآلية المبرمجة لهذه الأغراض بدلا من التحليل اليدوي الذي يتطلب مجهودا ضخما وتركيزا ودقة فى استخدام أدوات القياس اليدوية.

     وقد ساعدت وسائل التخزين الحديثة فى تحليل اكبر قدر ممكن من المعلومات المتدفقة من النظم العصبية المعقدة . حيث يهتم الباحث بعملية التفسير والتطبيق العملي فى التشخيص والعلاج  والبحث العلمي . ويعنى ذلك أن تلك الأساليب الدقيقة تحاول رصد الظواهر النفسية المعقدة من خلال مؤشرات موضوعية دقيقة لا تتدخل العوامل الذاتية فى تقديرها ، لنصل فى النهاية إلى التقدير الكمي الرقمي للاشياءوالظواهر طبقا لقواعد فاسفة الأساس ، ومن ثم يمكن التعامل معها بوسائل التقدير النفسي والإحصائي المناسبة .

1- أدوات نفسية :
بالإضافة إلى تلك المكونات السابق ذكرها لابد وان يتضمن المعمل وسائل القياس النفسي الاتية .
- وحدات ضبط الزمن
- وحدات عرض المثيرات المقننة ، وتتضمن برامج متقدمة على الحاسب الآلي ،أجهزة التاكسيتكوب ،مصدر للمثيرات السمعية والضوئية .
- أجهزة قياس الذاكرة
- أجهزة قياس التعلم
- أجهزة قياس الإدراك
- أجهزة قياس الانتباه
- أدوات قياس زمن الرجع ،الثبات العصبى .
- أدوات قياس القدرات المعرفية والقدرات الخاصة .
- تصميمات تجريبية لقياس السلوك الاجتماعي داخل المعمل .
- اختبارات الشخصية والتفكير والذكاء .

      ولا نستطيع فى هذا الكتاب أن نعرض تلك الأدوات تفصيلا لأنها تتطلب مراجع متخصصة يمكن الرجوع إليها عند الضرورة ، فما يعنينا بالدرجة الأولى ينحصر فى معرفة نتائج استخدام تلك الاختبارات فى علاقتها بالعوامل والمحددات والمتغيرات الفسيولوجية .

ويمكننا أن نوجز أهم الأساليب المستخدمة فى مجال الدراسات النفس- فسيولوجية (علم نفس فسيولوجى او سيكوفسيولوجيا) فيما يلي :

أولا : طرق ملاحظة وظائف المخ : Brain Functions
      قال فيثاغورس فى القرن السادس قبل الميلاد أن المخ هو عضو العقل ، وقال لورياLuria 1970 أن كل نشاط عقلي يتضمن بنية سيكولوجية محددة توجد فى مناطق القشرة الدماغية .

      وحيث أننا نستطيع أن نشاهد مباشرة ما يحدث داخل الجهاز العصبى فى علاقته بالأنشطة النفسية المختلفة فان العلم قد استحدث عدة وسائل بها يتم تسجيل ومتابعة نشاط المخ ووظائفه ، وهى :

1- طريقة استئصال بعض أجزاء المخ : Cerebral ablations  
       يعتبر لاشلىLashley 1929 أول من استخدم تلك الطريقة عندما أوضح وجود علاقة بين إصابة مخ الفئران وسوء النشاط العقلي لديهم . وفى عام 1974 كان هوستد Halsted أول من استخدم نفس الطريقة على الإنسان ،فقد تطلب علاج بعض الأفراد للإبقاء على حياتهم إجراء عمليات جراحية في المخ تؤدي إلى استئصال بعض مناطقه او أجزائه وبعد إجراء تلك العمليات يتم اختيار هؤلاء  الأفراد باستخدام بطارية خاصة من الاختبارات النفسية حيث تبين اختفاء او تغير بعض الوظائف النفسية والعقلية عند هؤلاء الأفراد وتلك الطريقة لا يمكن أجراؤها  إطلاقا على أي إنسان إلا في حالة ضحايا الحروب والحوادث والأورام السرطانية التي تتطلب بصفة رئيسية استئصال الجزء المريض .

      وفي تلك الحالة يتم اختبارات عقلية ونفسية قبل وبعد إجراء العمليات الجراحية حيث تؤدي إصابة او استئصال بعض فصوص المخ من القشرة الدماغية بالمنطقة الصدغية Temporol اليسرى إلى ظهور خلل واضح في السلوك اللفظي والذاكرة اللغوية بينما نزع او استئصال بعض أجزاء المنطقة الجدارية Paraital  إلى خلل في وظائف التناسق او التاذر الحركي علاوة على اضطراب إدراك الخصائص إمكانية .

2 – تسجيل نشاط المخ الكهربي  : Electroncephalogram
       كما ذكرنا من قبل يعتبر هانزبيرجر سنة 1929 أول من سجل النشاط الكهربي للمخ عند الإنسان من خلال فروة الرأس . طبقا لخريطة عالمية تحدد أماكن المراكز العصبية العليا ويشبه هذا الأسلوب عملية تسجيل نشاط القلب – بوضع أقطاب خاصة على فروة الرأس تنقل النشاط الكهربي التلقائي للقشرة الدماغية إلى أقلام حبر دقيقة ترسم الذبذبات على ورق خاص يوضع بجهاز رسام المخ electroencephalography على أن يتم التسجيل تحت تأثير نفسي معروف من قبل وهنا تمثل ذبذبات رسام المخ المتغيرات التابعة أما تقديم لمنبه او لمشكلة تتطلب حلا يشير إلى التغيرات التابعة (الأشكال :1-ب،1-ج) .

وحتى نفهم طبيعة النشاط الكهربي للمخ علينا إن نعرف :

- لماذا هذا النشاط الكهربي .
- العمليات الكهربية للقشرة المخية عند الإنسان .
- لماذا ذلك النشاط الكهربي للأنسجة المخية.

       مهما اختلف مصدر ذلك النشاط وأماكن تلك المولدات الكهربية المخية نتيجة التكوينات العصبية المختلفة فلابد وان يرتبط بأي حال من الأحوال بميكانيزمات أهم عمليتين فسيولوجيتين : عملية الاستثارة excitation وعملية الكفinhibition وكما نعلم فان الطبيعة الكهربية للمخ تتوقف  على المكونات الأساسية للخلية – جسم الخلية والشجيرات ثم المحور وهذا الأخير ويمكن إخضاعه لإمكانيات البحث والدراسة الدقيقة ولانتقال جهد الفعل action potential وخصائصه على امتداد المحور axon يمكن أن تعزى ظهور عملية التنبيه طبقا لقانون –الكل او لاشيء  all or non law ولكي تنمو عملية الاستثارة على امتداد الألياف العصبية لابد من توفير شرط أساسي يعبر عن حالة الاستقطاب التى يوجد فيها الغشاء  الخلوي طبقا لميكانيزمات المضخات الايونية ionic pump  وتحت اثر جهد الفعل تبدأ أيونات الصوديوم فى التحرك تجاه الداخل (داخل الليفة العصبية) حيث يظهر حالة من عدم الاستقطاب على جانبي الغشاء الرقيق ويظهر الجزء الصاعد من الموجه التى تسجل على شكل ذبذبات لها صفات خاصة وبدخول أيونات الصوديوم تحت أثر ذلك الجهد تبدأ أيونات البوتاسيوم فى الخروج بدرجه أبطأ بكثير من دخول أيونات الصوديوم . وتحت أثر الوسائط الكيميائية تحدث العملية العكسية حيث يقل دخول أيون الصوديوم .

      وهكذا تحدث هذه السلسلة الدورية من النشاط الكهربي التلقائي حيث يمكننا تسجيلة فى صورة الذبذبات الكهربية الجمعية ، فما نسجله هو مجموع فروق الجهد الكهربية البيولوجية بين اى نقطتين على سطح فروة الرأس ...

- العمليات الكهربية فى القشرة المخية عند الإنسان :
     من العرض السابق تمكنا من إلقاء الضوء على الطبيعة الكهربية للخلايا العصبية والقشرة المخية تحتوى على عدد هائل من التجمعات العصبية تكون أنظمة غير نوعية لها فعل التوجيه تعرف بالمراكز العصبية ، والمركز العصبى هو تجمع عدد هائل من الخلايا العصبية القريبة جدا منها بالأخرى وتقوم بوظيفة واحدة متخصصة إلي درجة بعيدة.

      ونتيجة اتصال الإنسان بالعالم الخارجي من جهة وطبيعة عمل الخلايا العصبية من جهة أخرى تظهر عمليات فسيولوجية خاصة نستدل عليها من تسجيل تلك الذبذبات الكهربية الدورية التى تحدث وفق نظام محدد يطلق علية العلماء مصطلح رتم rhythm أي تلك الموجات الكهربية التى تحدث بصفة دورية ، فعلى سبيل المثال تثبت ألا بحاث أن ظهور الرتم السريع (رتم بيتا) يدل على انتشار العملية الفسيولوجية المرتبطة بحدوث الاستثارة ، أما ظهور الرتم البطيء (رتم دلتا وثيتا ) يدل على انتشار عملية الكف الفسيولوجى … ويمكن وصف تلك الذبذبات عن طريق قياس السعة بوحدات الميكروفولت والتردد بوحدات عدد الذبذبات فى الثانية الواحدة وفيما يلي بيان لابسط تقسيم لهذه الرتمات الكهربية :

1- رتم دلتا delta ونرمز له بالرمز ∆ ويتراوح ترددة بين 5و3 ذبذبة فى الثانية ويظهر عند البالغين فى حالة وجود أورام بالمخ . كما يمكن تسجيله عند الأطفال حديثي الولادة حتى عامين او فى حالة النوم العميق .

2- رتم ثيتا theta ونرمز له بالرمز ∆ ويـتراوح تـردده بين 4الى 7 ذبذبة /ثانية وهو الرتم السائدة علـى نشاط الـمخ من 2-5سنوات وعند البالغين يظهر مرتبطا  بالاضطرابات النفسية وفى ظروف الإحباط .

3- رتم ألفاalpha ونرمز له بالرمز ∆  ويـقع تـردده بيـن 8الى 5و13 ذبذبه /الثانية ويطلق عليه رتم الـهدوء النـفسي وذلك لأنه يظهر عندما يكون الإنسـان مسـترخـيا وعـيناه مغلقتان.(انظر الأشكال (1-ب)،(1-ج) .

4- رتم بيتا beta ونرمز لـه بالـرمز β ويـتراوح تـردده بين 14 :35 ذبذبه /الثانية ويظهر أثناء التفكـير العمـيـق خصوصا فى المناطق الجبهية . ويظهر أساسا عند الـبالغين ويرتبط بنشاط المخ الحسي الحركي .

5- رتم جاما gama ونرمز له بالرمز β وتتراوح تـردده مـن 55:35  ذبذبه/ الثانية وتدل الأبحاث الحديثة على وجود عـلاقـة هامة بين الخصائص الفردية النفسية للإنسان ، والنشاط الكهربـي الذي يسجل له فروة الرأس و الذي يطلق منحنى ذبـذبات المـخEEG  ، والشكل (1- ب) يوضح تغير منحنيات النشاط الكهربي عند الانتقال من حالة اليقظة إلى الحالات الوظيفية المختلفة للمخ فى أطوار النوم.
  

وفيما يلي موجزا مبسطا لأهم الدلائل النفسية لنشاط المخ
 الكهربي :

1- يظهر الرتم السريع أثناء عملية التفكير وحل المشاكل العقلية    المختلفة خصوصا فى المناطق الجبهية فى القشرة الدماغية ولذلك
     يعتبر هذا الرتم دليل  على وجود الإنسان فى حالة يقظة واستثارة...
2- يرتبط نشاط رتم ألفا بمدى تركيز الانتباه attention فكلما
     زاد الانتباه كلما قلت السعه ويظهر أساسا فى المناطق المؤخريه بالقشرة الدماغية…
3- أنتشار الموجات البطيئة فى المنحنيات الكهربية للفرد تدل على وجود حالة الكف أوعد نشاط ذلك الجزء من القشرة الدماغية .
4- هناك أبحاث تؤكد ارتباط نشاط ألفا كأحد الدلائل الفسيولوجية للذكاء كما يقيسه اختبار وكسلر الأمريكانى (ارجع إلى فصل المخ        والنشاط العقلي ).
5- هناك علاقة أساسية بين تغير الحالة الانفعالية للفرد وتغير خصائص منحنيات الرتم السريع و الرتم البطيء .

     وسوف نوضح بالتفاصيل فى فصل لاحق نتائج الأبحاث الخاصة بالعلاقة بين المنحنيات الكهربية للمخ والنشاط العقلي المعرفي ويمكن للمتخصص فى علم النفس أن يستخدم تلك الطريقة حيث أنها لا تتطلب أي نوع من التدخل الطبي وقد استخدمها المؤلف فى بحثه المقدم للحصول على الدكتوراه (عبد الوهاب كامل ،1976) والتي سوف نقدم لها ملخصا فى فصل لاحق .

ويمكن تحليل منحنيات رسام المخ الكهربي EEG وفقا لبعض الأسس التالية :

 - مكان وضع الأقطاب يحدد خصائص كمية لتلك الذبذبات فمثلا تنتشر إيقاعات ألفا أساسا فى الناطق المؤخريهOccipital والجداريه paraital بينما تظهر إيقاعات بيتا فى المناطق الجبهية Frontal وتلك المناطق يتم تحديدها طبقا لخريطة عالمية توضع الأقطاب على أساسها وتلتزم بقياسات دولية ثابتة نسبيا ، مثل النظام المشهور – (10%-20%) .
- يتوقف نوع الإيقاع وقيم التردد على الحالة الوظيفية التى يوجد عليها الجهاز العصبى فخصائص منحنيات رسم المخ أثناء مراحل النوم يختلف عن خصائصها أثناء اليقظة او قيام الفرد بحل مسائل عقلية مقننة .
- تتغير خصائص منحنيات رسام المخ EEG فى حالة حدوث الأمراض النفسية والعصبية كالصداع والفصام او التغيرات المصاحبة للحوادث واستخدام الأدوية ، كما يتغير فى حالة تعرض الشخص إلى مثيرات صوتية او سمعية من نوع معين .
- نوع الذبذبات التى يتم تسجيلها من حيث قيم التردد والسعة للذبذبات المسجلة طبقا لتصنيف نشاط المخ إلى إيقاعاتRhythms  تعرف بالأسماء اليونانية "دلتا ,ثيتا, ألفا, بيتا "


3-  فحص المخ الدقيق بالاشعاع:
      او أن تلك الطريقة تستخدم أساسا للفحص الشامل لامراض المخ الناتجة عن الأورام ،الخراريج ،جلطة الدم ، تلف بعض مناطق المخ نتيجة عدم وصول الدم إلى المخ مثل حدوث صدمات فى الرأس ، إلا أن المتخصصين فى مجال علم النفس الفسيولوجى قد اكتشفوا القيمة الأساسية لذلك الجهاز فى تشخيص حالات صعوبات او العجز عن التعلم learning disability ، وتلك الطريقة يستخدمها فقط الأطباء المتخصصين فى مجال جراحة المخ والأعصاب وليست للمتخصصين فى علم النفس ويبدأ عمل الأخصائي النفسي بعد عملية الفحص بهذه الطريقة لتحديد مناطق الاصابه حيث يقوم بعملية فحص نفسي شامل للعمليات المعرفية والشخصية والقدرات العقلية لتحديد الآثار النفسية الناتجة عن الإصابة او الأورام ...الخ .

      فى تلك الطريقة يحقن المريض بمادة مشعة وذلك أوردة أي من الذراعين كما هو معروف وجدير بالذكر ان تلك الطريقة لا تمثل أي شيء مضر او حتى عدم الراحة للمريض حيث يتم تنفيذها باستعطاء المقدار الطبي المسموح به من المادة المشعة التى تعرف باسم تكنييتوم Technetium وهو مادة مصنعة تماما ولا توجد فى الطبيعة . واهم خاصية لتلك المادة أنها تصدر فقط إشعاع جاما gama Ray (شبيه بإشعاعx” " اكس ) وعندما يتحرك كاشف الإشعاع (جهاز صغير حساس لأشعة جاما) فوق رأس المريض فى الاتجاه المرغوب فيه فانه تلك الأشعة إلى صورة تشبه الصورة الفوتوغرافية لاجزاء المخ التى يلتقطها الجهاز ، وبصفة عامة فان الجزء المصاب يظهر وكأنه بقعه داكنة فى الصورة حيث أن الأنسجة العصبية غير السلمية تصدر إشعاع جاما بدرجة اكبر من الأنسجة الطبيعية غير المصابة .

فإذا ما تم التقاط أربع صور من زوايا ومساقط مختلفة فانه يصبح من اليسير تشخيص المنطقة او الجزء المصاب .

     ويبدو أن اكبر صعوبة تواجه تلك الطريقة تكمن فى نقل الخصائص ثلاثية الأبعاد لصورة فوتوغرافية على مسطح فى بعدين (الصورة العادية) وبظهور الحاسبات الآلية المتطورة أمكن التغلب على تلك المشكلة و  تطوير أجهزة فحص المخ بحيث تسمح بتسجيل 28800 قراءة مكان الإصابة او الجلطة او الورم ...الخ .

     لتلك الأداة فائدة خطيرة لاهل التربية وعلم النفس حيث يمكن بتعاون الأطباء والنفسيين تشخيص الصعوبات فى وقت مبكر يسمح بوضع البرامج التربوية والنفسية فى خط متكامل مع العلاج الطبي .

4- الانجيوجراف Angiograph
      وتلك الطريقة لا يستخدمها سوى أطباء جراحة المخ والأعصاب ولكنها تفيد أيضا في تشخيص أماكن الأورام أو تضخم الشرايين بالمخ ويبدأ أيضا عمل الأخصائي النفسي بعد تحديد أماكن الإصابة أو التلف المراد معرفته . وفيها يتم حقن مادة معتمة بالنسبة لأشعة إكس في الشرايين الرئيسية التي تقع على جانبي العين ، وبعد الحقن يتم التقاط صور متتابعة للمخ حيث يتم التعرف على مسار تلك المادة في النظام الشرياني –الوريدي في المخ ، فالكشف المبكر عن وجود أي أعطال في أجزاء المخ منذ الصغر والتي قد تحدث نتيجة الأمراض أثناء الولادة أو الضغط على مخ الجنين المولود يقدم المعلومات الرائعة عن القدرة على التعلم حيث يتم وضع الطفل في نظام تعليمي فردي يجعله يتحسن بدقة من الناحية التعليمية جنبا الى جنب مع العلاج الطبي العصبي إلا أن ظهور وساءل فحص المخ الدقيقة سابقة الذكر قد أدى إلى تضائل استخدام تلك الطريقة التقليدية.

5- طريقة حقن الهواء.Eneumograph
       وهى طريقة قديمة يتم فيها ضخ الهواء في الفراغ السحائي الشوكي الذي يتصل مباشرة ببطينات المخ Cerebral Ventricles وعند التقاط صورة أشعة اكس فان البطينات تظهر سوداء مقارنة بباقي أجزاء المخ ، وبذلك يمكن لطبيب المخ والأعصاب التعرف على أي تضخم أو تشوه في النظام البطينى Ventricular System  الذي يعتبر مؤشرا عاما للإعاقة العقلية التي تصاحب التكوينات المخية الشاذة والفرعية عن الوضع الطبيعي.

6- طريقة الاستثارة الكهربية للقشرة الدماغية :
      ويستخدم الجراحون تلك الطريقة أثناء إجراء العمليات الجراحية (بينفلد Penfild، روبرتRobertsk ،1959) وفيه يتم استثارة مراكز محددة مثل مراكز اللغة والذاكرة حيث يمكن ملاحظة بعض المرضى يتحدثون مثلا في الكيمياء أثناء استثارة مناطق محددة في الجزء الخاص بمراكز الكلام ، ويتضح بعد ذلك انه متخصص في علم الكيمياء – وقد كشفت تلك الطريقة عن أسرار غامضة فتحت مجالا جديد في تحديد الوظائف النفسية للأبنية التشريحية – ويجب أن نكون على حذر تام عند تفسير نتائج مثل هذه الدراسات فلكل فرد شفرته الخاصة في المعنى الرمزي لمحتوى اللغة التي تستثيرها .

7- رسام المخ بالصدىEchoencephalogram
      ورسام المخ بالصدى (echo-EEG ) هو عبارة عن جهاز يستخدم في التشخيص الطبي لإصابات المخ . والميزة الرئيسية لتلك الطريقة أنها تتم بدون أي ألم على الإطلاق يشعر به المريض حيث يوضع على مسافة محددة وحدة خاصة لنقل معلومات من المخ الى جانب الرأس . وفى نفس الوقت يتم تصويب موجات صوتية عالية التردد لتمر خلال الجمجمة أو أنسجة المخ ، والجهاز يعمل بطريقة تشبه ما يتبع بالنسبة للفحص بالموجات فوق الصوتية بعد مرورها بالمخ والجمجمة بطريقة تشبه ما يظهر على الرادار حيث يمكن تسجيلها في شكل منحنى مرئي ومرة ثانية فان تلك الطريقة ليست لها استخدام مباشر بالنسبة للتربية والتعليم ولكنها تفيد في تشخيص إصابات أنظمة المخ ووظائفه بما يمدنا بالمعلومات النفسية العصبية .

8- طريقة زراعة الأقطاب في داخل المخ Electroolimplantation              
      وقد استخدم تلك الطريقة العالم دلجادونDelgadon  سنة1971 وذلك شفى تجاربه على الحيوانات كما شاهدت الأعوام الأخيرة زراعة الأقطاب البلاتينية الدقيقة داخل مخ الإنسان والتي يمكن من خلالها إحداث تغيرات نفسيه كنتيجة لاستخدام طاقة كهربيه من الخارج بدرجات محسوبة للغاية . وقد لاقت هجوما بسب الدستور الأخلاقي الخاص بالتجارب على الإنسان . وعموما فقد كشف هذا الأسلوب عن خصائص نفسية وعصبية توضح أسرار التعلم والذاكرة عند الإنسان .

9- استخدام الأدوية والمستحضرات الكيميائية :
      من المعروف علميا أن النبضات العصبية لها طبيعة كيميائية بما يؤكد وجود عملية تفاعل بين الكيمياء الحيوية للمخ والسلوك الذي يصدر عن الفرد واشهر اختبار عصبي فسيولوجى يستخدم تلك الطريقة يعرف باسم اختبار WADA Amital  والذي عادة ما يستخدم للكشف عن السيطرة المخية على اللغة حيث يتم كشف نشاط نصف المخ الذي يحقن بالمادة الكيميائية المستخدمة .
ودائما يجب أن نتذكر أن تلك الطرق جميعها تقوم على أساس أن المتغير المستقل هو الخصائص الفسيولوجية ، ولذلك فالأخصائي النفسي لا يقوم هو بعمل هذه الاختبارات ولكنه هو الذي يقوم بدراسة التغيرات والوظائف النفسية الناتجة عن :
عملية الاستئصال أو الحفن أو تسجيل نشاط المخ بعد تناول المريض جرعات من الأدوية ...الخ .

10- طريقة التدريب على العائد البيولوجي Biofeed-back  
       تقوم تلك الطريقة على مبادئ أسس نظرية الاشتراط الادوى(الإجرائي) لتفسير التعلم والتحكم في السلوك ويعتبر سكنرB.F.Skiner  اشهر عالم نفسي أمريكي عالمي باختراعه للآلة التعليمية وقد أسس نظريته 1930 ، وعادة ما تنقضي فترة من الزمن قد تطول أو تقصر حتى تتحول النظرية العلمية الى تكنولوجيا مفيدة ذات تطبيق عملي ، وتلك الطريقة تقوم على أساس إن معرفة الإنسان لنتائج تصرفه في موقف ما أو أداء معين تمكنه بوعي من ان يتقدم ويتحكم في سلوكه .

        ومنذ القدم قدم أهل اليوجاYoga ادله عملية فائقة على أن تلك الرياضة الروحية الجسمية قد ساعدت الإنسان على ممارسة التحكم فى شهواته وغرائزه ونشاط جسمه الذي كان يعتقد انه لا إراديا ، فقد شاع قديما فكرة أن الأحشاء الداخلية ونشاطها بالاضافه الى الجهاز العصبى الاوتونومى (المستقل) لا يمكن أن تخضع لسيطرة وارده الأفعال الاداريه الواعية حتى جاء عام 1961وقدم كيمبلKimble (عن لارى. ب.كريستينسن Larry B Christensen سنة19980ص152) تحديه فى إمكانية تعديل السلوك الإداري وجعله إداريا باستخدام تكنيك الاشراط.

       إلا أن الفكرة المسيطرة على الناس و الأفراد فى عدم إمكانية التحكم فى الاستجابات أو الأفعال الاادارية إلى علاقة نجاح افتراضات كيمبل حتى توصل العلم الى تطبيق مبدأ سنكر فى تكوين الاستجابات الإجرائية المؤدية للتحكم حيث نشر كيما Kamia 1968 بحثه عن "التحكم الشعوري فى ذبذبات المخ " ، وتقوم تلك الطريقة أساسا على الخطوات التالية :

- البحث عن خاصية فسيولوجية يمكن قياسها وتسجيلها بطريقة موضوعية مثل : معدل ضربات القلب HR – ضغط الدم BP  – ذبذبات رسم المخ EEG – نشاط العضلات الكهربي EMG- استجابة الجلد الجلفانيةGSR ( استخدمها المؤلف فى بحثه عن العائد البيولوجي لاستجابة الجلد الجلفانية سنة 1989 ) .
- جهاز يتعرف على تلك المؤشرات والذبذبات القابلة للقياس حيث يتم تكبيرها –لأنها دائما تكون ضعيفة للغاية باستخدام أجهزة رسم المخ والقلب والعضلات الكهربية ...الخ .
- تلي الخطوة (ب) عملية هامة جدا وهى تحميل الصورة الكهربية للنشاط الفسيولوجى المعنى الى صورة يمكن فهمها والتعامل معها مباشرة إما عن طريق العين أو الأذن .
- تتم تغذية الفرد الذي يتم تدريبه بتلك المعلومات المسموعة أو المرئية عن حالته الفسيولوجية المرتبطة بحالته النفسية ، بعد تدريب يستطيع ان يتحكم فى تلك القيم الفسيولوجية التي نتعامل معها مباشرة .

وتفيد تلك الطريقة فى علاج الكثير من الاضطرابات الانفعالية والصداع النصفي والقلق وفرط النشاط .

      وعلى الرغم أن تلك الطريقة تعتمد على إمداد الشخص بمعلومات فسيولوجية عن نفسه إلا أن التحكم فى الاستجابات الفسيولوجية لا يتم إلا عن طريق الإرادة ومشاعر الفرد وأفكاره فالأفكار هي التي تتحكم فى سلوك المخ والجهاز العصبى وليس العكس .

      فنحن يمكننا عن طريق ممارسة الأفكار المنطقية والعقلية أن نتحكم فى نشاط المخ والقلب وفرط الحموضة وضغط الدم ولكننا لا نستطيع أن نتناول دواء معين له تأثير فسيولوجى يجعل الفرد يحب شخصا يكرهه أو تجعله اجتماعيا قياديا ناجحا بدلا من كونه خجولا غير متوافق اجتماعيا .

ثانيا : تسجيل المؤشرات الفسيولوجية للحالة الوظيفية :
       تعرضنا فيما سبق لشرح الطرق والأساليب الفنية لملاحظة المخ ، حيث تمثل الخصائص والمؤشرات النفسية متغيرات تابعة لظروف وعوامل فسيولوجية مستقلة ، يتم تحديدها بدقة إلا أن الحتمية العلمية والمنهجية قد واجهت العديد من التساؤلات حول طبيعة المتغيرات الفسيولوحية فى علاقتها بالمتغيرات النفسية كعوامل مستقلة وليست تابعة ، ويمكننا هنا تصنيف الباحثين الى فريقين : أحدهما يقوم بتسجيل المؤشرات الفسيولوجية وقياس المتغيرات النفسية المنفصلة كل منها عن الأخرى محاولا إيجاد العلاقة الإرتباطية بينها (عبد المهاب كامل 1989)،لينيرت Lennart1975 ) أما الثاني فيأخذ على عاتقه تسجيل المؤشرات الفسيولوجية أثناء القيام بمهام نفسية يمكن قياسها وضبطها داخل المعمل وكلاهما لابد ان يبحث عن مجموعة المؤشرات الفسيولوجية حتى الى تتغير كداله وظيفية للمؤشرات والمتغيرات النفسية (متغيرات مستقلة) (عبد الوهاب كامل 1988،1976) (ريتشارد شتيرن باكStenbach  1966 ) ويتم عادة وفقا لمعايير عالمية تسجيل المؤشرات الفسيولوجية باستخدام جهاز يسمى البولي جراف polygraph  بينما يتم عرض وتقديم المثيرات التي تم تصميمها بحيث تؤثر على الجوانب :العقلية الانفعالية والسلوك الحركي وحتى يتم تسجيل الإشارات  والمعلومات الفسيولوجية لابد من ضرورة الوقوف على ما يلي :

- مؤشر فسيولوجى دقيق تم التحقق منه تجريبيا وتطبيقيا من انه يعكس الحالة الوظيفية للعضو المراد دراسته مثل : منحنيات رسم القلب ECG فهي تشير إلى حالة القلب من حيث وظائف أجزائه ونشاطه وكفاءته أو منحنيات رسم المخ EEG …..الخ .
- مستقبل للإشارةSENSOR وعادة ما يكون عبارة عن قطب electrode أو تصميم دقيق يستقبل أو يستشعر الإشارات الصادرة من العضو المراد التسجيل منه وتختلف أنواع الأقطاب طبقا لنوع المؤشر المراد قياسه .
- محول ناقل : Transdusars  وهو عبارة عن وحدة تستقبل الإشارات الفيزيقية من الأقطاب لتقوم بتحويلها الى طاقة كهربية .
- وحدة تكبير الإشارات الكهربية ومعايرتها .

      وحدات تحويل الإشارات المكبرة إلى إحدى الصور المفهومة التي عادة ما تكون منحنى أو صوت معين أم حركة مؤشر على جهاز المخرجات .

       وقد ساعد تطور الحاسب الآلي إلى دقة تجمع وتحليل تلك الإشارات بصورة تفيد فى دراسة الحالة ومعرفة وظائف أجزاء الجهاز العصبي وأعضاء الجسم وفيما يلي أهم تلك المؤشرات ،(انظر الشكل رقم2) :

  



1- ذبذبات رسم المخEEG :  وقد سبق الحديث عنها سابقا .

2- الجهد الكهربي المستدعى : Evoked Potentials

      وهى عبارة عن موجات نوعية خاصة يتم استدعاؤها وتسجيلها من منحنيات رسم المخ بعد جمع المكونات الموجبة والسالبة حيث يظل دائما انحراف قلم الجهاز مساويا للصفر ، وفى تلك الفترة إذا تعرض المفحوص مثلا لمثير يحمل معنى نفسي معين فان الاستجابة الفسيولوجية التي يتم تسجيلها من الحالة الأرضية لذبذبات رسم المخ تسمى بالجهد المستدعى Evoked potevtioal وقد استخدم المؤلف تلك الطريقة فى بحثه عن "الجهد الكهربي لنشاط المخ أثناء إصدار الحكم على المسافات العقلية(عبد الوهاب كامل وآخرون 1988) .

     وتلك الطريقة مفيدة للغاية فى تشخيص حالات صعوبات التعلم learning disabilities وتشغيل المعلومات بالمخ .

3- منحنى تسجيل حركة العين : Electro Oculogram
وهذا المؤشر نحصل عليه من وجود قطب دقيق يوضع ملتصقا بجوار العين حيث ينقل إشارة تدل على أي حركة من حركات العين .

4-  منحنى رسم العضلات الكهربي :Electro my gram  
       ويمكن تسجيل قيم هذا المؤشر بوحدات قياسية تعرف بالميكروفولت ويتم ذلك عن طريق استخدام جهاز خاص يعرف بجهاز رسام العضلات الكهربائي حيث يتيح لنا تسجيل استجابات العضلات التي لا نستطيع ان نلاحظها مباشرة على الأخص فى حالات التوتر الداخلي والقلق والأداء الحركي كما انه يستخدم فى دراسة النشاط الكهربي للعضلات أثناء الكلام . والمنحنى الذي نحصل عليه يرمز له بالاختصار EMG حيث يعكس لنا الخصائص الكهربية المرتبطة بعملية انبساط وانقباض أي عضلة .

       وجدير بالذكر أن نشاط العضلات يتم تسجيله بوضع أقطاب خاصة يتم قياس فرق الجهد بينهما ، وجهد فعل العضلة يمكن استشعاره إما بوضع أقطاب خاصة بالسطح الخارجي تلصق على الجلد او بإدخال أقطاب ابريه رفيعة جدا وقد تم تقنين تلك الطريقة بحيث يمكن مقارنة نتائج الدراسات والبحوث على مستوى دولي . وقد استخدم المؤلف هذا الكتاب تلك الطريقة للكشف عن الوظيفة التنشيطية للجهاز العصبى عام 1987 . وفى حالة تسجيل نشاط العضلات الحشوى أي من الأحشاء الداخلية فانه أحيانا ما يطاق علي المنحنى اسم منحنى المعدة الكهربي Electro gastro grams EGGS” " حيث أن التوتر الانفعالي والضغوط النفسية تقدير العضلات الناعمة المرتبطة بالأحشاء الداخلية...

5- منحنى تسجيل النشاط التنفسي : pneumograph
      وهنا لايتم تسجيل نشاط كهربي مباشر وانما يتم تحويل حركة الشهيق والزفير حيث اتساع وانكماش حجم الصدر الى إشارة كهربائية يمكن تسجيلها على ورقة الجهاز . وتستخدم فى دراسة الحالات النفسية المصحوبة باضطرابات التنفس والأداء الرياضي والخوف ...الخ .

6- تسجيل درجة الحرارة :
      وكانت تستخدم تلك الطريقة لقياس سرعة تدفق الدم . وبتطوير علم الطبيعة فقد أمكن تصميم جهاز ثرموستات خاص يمكنه رصد التغير فى درجة حرارة الجهاز العصبىP.M.Miller1909) ) حيث اكتشف علماء النفس أن درجة حرارة الإنسان ترتبط بتغيير سلوكه وحالته النفسية . وفى السنين الأخيرة تمكن العلماء والباحثين من تصميم جهاز يمارس به الفرد التدريب على التحكم فى درجة الحرارة ومن ثم أمكنهم علاج الصداع النصفي.

7- منحنيات تسجيل ضغط الدم :
      ومن المعروف أن ضغط الدم يتغير طبقا لحالة الفرد النفسية حتى أن جميع الأطباء يحذرون من التعرض للصدمات الانفعالية والنفسية. ويحتوى الجهاز البولي جراف قناة خاصة لتسجيل التغيرات الدقيقة فى ضغط الدم عند التعرض لمختلف المثيرات . ولذلك فهى تستخدم عادة فى البحوث الاسترخاء وعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم باستخدام العائد البيولوجي التى سبق شرحها من قبل .

8- استجابة الجلد الجلفانية : Galvanic skin response
      أثناء تعرض الفرد للمواقف الانفعالية تنشط الغدد الدرقية مشيرة الى نشاط الجزء السيمبثاوى من الجهاز العصبي المستقل           Autonomic nervous system وتتيح تلك الطريقة تسجيل ديناميكية العمليات العصبية –النفسية المرتبطة بالانفعالات Emotoins لذلك فان مؤشر استجابة الجلد الجلفانية يستخدم بدقة فى تحديد مستوى التنشيط arousal المرتبط بدورة بنشاط التكوينات الشبكية فى ساق المخ .
      وتلك التسمية تأتى من ضرورة وجود خلية جلفانية بسيطة توضع على سطح اليد أو إصبع الإبهام فوق سطح الجلد .فعند مرور تيار كهربي (ت) مقداره10 ميكرو أمبير بين قطبي الخلية الجلفانية فان فرق الجهد (ج) بين هذين القطبين يتناسب مباشرة مع مقدار المقاومة (م) طبقا لقانون اوم ح=ت×م .

       ومن ثم فانه يمكننا تقدير قيمة مقاومة الجلد skin resistence بالكيلو اوم  فعند وجود الفرد فى حالة الهدوء النسبي والاسترخاء ، ترتفع قيمة مقاومة الجلد (م) ، على حين نجد أنها تنخفض بشكل ملحوظ عند تعرض الفرد للاستثارة والانفعال والأسئلة المفاجئة والتهديد ، لذلك فان قيمة مقاومة الجلد تعتبر مؤشر على حالة الفرد الانفعالية (عبد الوهاب كامل 1989,1990) وحيث أنها ترتبط بحالة الفرد النفسية فانه أحيانا ما يطلق عليها الاستجابة السيكوجلفانية ومن ناحية أخرى فان مقلوب المقاومة (م/1) يعرف علم الفيزياء بمقدار التوصيل conductivity ولهذا فان بعض الأجهزة تقيس التوصيل المباشر الى جانب تقدير قيمة المقاومة مباشرة .

وتلك الطريقة تستخدم فى التدريب على العائد البيولوجي كما تستخدم فى حالات تشخيص الاضطرابات الانفعالية والمقابلات الشخصية .

9- تسجيل منحنى رسم القلب : Electrocordiogra  
      ومنحنى رسم القلب( ECG) يمكن تسجيله من عدة أماكن بوضع الأقطاب الخاصة على مسافات محددة فوق سطح الجلد بمكان وجود القلب أو من الأيدي والأرجل بمكان ظهور نبضات القلب .

      ومن منحنى رسم القلب يمكن حساب عدد ضربات القلب فى الدقيقة من خلال إجراء عدد للقيم التى تحمل الرمز (R) – وفى الوقت الحالي ظهرت أجهزة متعددة إلكترونية يمكن تركيبها على الجسم فى أماكن ظهور نشاط القلب لتعطى قيمة رقمية مباشرة عن ضربات القلب.
وهذا المؤشر يستخدم فى التدريب على الاسترخاء والتحصين المنهجي وقياس درجة نشاط الأفراد إثناء الأداء سواء فى مجال الرياضة أو نظام الإنسان الآلة .

10- مؤشر ألفا : Alpha index 
      ونحصل على هذا المؤشر من منحنى رسم المخ  EEG، وهو عبارة عن تقدير كمي معياري لنشاط ألفا ونحصل علية من حساب النسبة المئوية لظهور إيقاع ألفا فى فترة التسجيل فعند تسجيل رسم المخ فان الإيقاعات المختلفة تظهر وتختفي طبقا للحالة النفسية للفرد وقد قدم دافيزDavis سنة 1936 ذلك المقياس الكمي لتحديد فترة التسجيل ثم تحسب مدة ظهور ألفا ومن ثم يمكننا حساب النسبة المئوية لظهور هذا الإيقاع ومعروف علميا انه يختفي عند قيام الفرد بنشاط عقلي واعي يركز فيه الانتباه ويظهر حالة الاسترخاء والهدوء .

      وعلى أساس ما قدمه دافيز استنبط الباحثون مؤشرات مختلفة لإيقاعات المخ (مؤشرات بيتا ،دلتا،ثيتا) هذا وقد استخدم المؤلف (عبد الوهاب كامل ،1976) طريقة التحليل الطيفي spectral analysis لذبذبات المخ باستخدام الحاسب الآلي حيث وضع مؤشرا جديدا يستخدم فى معرفة درجة تنظيم ذبذبات المخ –درجة الهارمونية-التى تعكس مستوى تنظيم النشاط العقلي – ويرمز له بالرمزE.S.H) )                 energetic score of harmony  وهذا المؤشر عبارة عن عدد من القمم التى تدخل فى علاقة هارمونية بالنسبة للتردد الأساسي  فى فترة زمنية محددة ، ومن قيم السعة amplitude (بالميكروفولت) يمكن حساب مؤشر الطاقة الخاص بالهارمونية .

وقد استخدم هذا المؤشر لدراسة الفروق فى النشاط العقلي المعرفي والفروق بين النصفين الكرويين بالمخ فى الأداء العقلي .

ثالثا: طرق الاختبارات النفسية :
        أن دراسة الحالة الوظيفية للإنسان لا تعتمد فقط على المؤشرات الفسيولوجية فقد فصل Bartlett سنة1953 المؤشرات الفسيولوجية عن المؤشرات النفسية حيث ظهرت أساليب فصل عديدة سيكرومترية تعتمد على الأداء المعملي المقنن لدراسة الحالة الوظيفية للإنسان ، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك أجهزة قياس تركيز وتشتيت الانتباه ، أداء الرسم فى المرأة ، اختبار الشطب –أو هرن ،اختبار وكسلر – بيلفو ومقياس بينية لقياس الذكاء ، اختبار بنر جشطلت ، وبطارية هولستد النفسية- العصبية ، بالإضافة إلى الاستفادات المقننة واختبارات الشخصية وعادة ما يتم فحص الفرد فى حالته الطبيعية ثم بعد تعرضه لموقف إن مجهود إن عوامل متوقع أن تحدث تأثير نفسيا .

      وجميع الأبحاث التى قام بها لوريا على وجه التقريب تعتمد على دراسة الخصائص النفسية والشخصية للإفراد الذين تعرضوا لإصابات بالمخ على ألخص فى مجال الذاكرة وتشغيل المعلومات ،فإذا ما تم تقنين تلك الأساليب النفسية المرتبطة بعوامل فسيولوجية محددة أمكن استخدامها للتنبؤ بالحالات المرضية والصحية للحالات الوظيفية التى يوجد عليها الجهاز العصبى ، فانخفاض الأداء على اختبارات هولستد الفرعية : اختبار الأداء المسي ، ومقياس سيشور للاستعداد الموسيقى ، واختبار إدراك أصوات الكلام ، الكلام،يشير بدقة الى إصابات المخ بصفة عامة والفصوص الجبهية بصفة خاصة .

     ولابد من ضرورة إجراء تلك الاختبارات النفسية بمعرفة متخصص فني مدرب لهذا الغرض إذ أن صناعة قرار بشأن الأفراد أو الأطفال عن الحالة الوظيفية ليست أمرا بسيطا .

رابعا: التقرير الذاتي :
      وثمة أساليب أخرى لتقدير الحالة الوظيفية للأفراد تعتمد على التقريرات الذاتية لهم كأداة مصاحبة لصور القياس الأخرى ويتم ذلك عن طريق تقييم الشخص لنفسه عن حالته المزاجية والانفعالية كأن تسأل الفرد لو أن هناك مقياس من (10) نقاط يقيس الهدوء النفسي فكم تعطى نفسك ؟ على أساس أن ارتفاع الدرجة يشير الى ارتفاع الهدوء والعكس صحيح وأحيانا يضع الفرد درجاته على استفتاء أعد خصيصا لجميع استجابات الفرد عن مدى تقديره لنفسه. حيث نسأله عن الأعراض التى يشعر بها عندما يكون فى حالة تعب لو إجهاد او نسأله عما يشعر به عندما يكون قلقا .

خامسا: الطرق الكيميائية :
      العصر الحالي يشاهد تقدما ملحوظا فى علوم كيمياء المخ والجهاز العصبى ويمكن فى بعض المعامل المتخصصة دراسة حالة المخ الوظيفية من الحصول على عينات السوائل أو المواد التى يفرزها المخ أو العضو المراد دراسة حالته إن تحليل كيمياء الدم .

       فقد عرف علم الهرمونات أن تركيز إفراز الأدرينالين فى الدم يزداد فى حالة الغضب وان المخ يفرز مواد كيميائية تشبه المورفين تمنع شعور الفرد بالألم كما أن الدراسات تؤكد حدوث توتر نفسي عصبي مع زيادة قابلية استثارة الفرد عند نقص الكالسيوم فى الدم .

     كما أن بحوث الذاكرة تعتمد على تحليل الأحماض النووية المرتبطة بتخزين المعلومات فى المخ وعموما فان الغدد الصماء وما تفرزه من هرمونات تلعب دورا أساسيا فى تحديد السلوك وبعض خصائص الشخصية (سوف نتعرف على بعضها عندما نسرح موضوع الغدد الصماء) .

سادسا : الطرق الشاملة فى تقدير الحالة الوظيفية :
      لا شك فى أن أي بناء لابد وان تتمخض عنه وظائف مختلفة وعندما نتحدث عن سيكوفسيولوجيا السلوك الإنساني فإننا لا ننسى إطلاقا انه بناء متكامل لتجمع هائل من العناصر المكونة له (لهذا البناء) ومن ثم فان الحالة الوظيفية ذاتها هي بطبيعتها متكاملة وليست منفصلة الأجزاء وقد ساعدت نظم تداخل العلوم فى دراسة الإنسان من المنظور الشامل بمختلف مستوياته الوظيفية بدءا من وظائف الخلية ثم النسيج فالعضو فالنظام المعقد فالإنسان ككل .

       وفى العصر الحالي ومع ثورة الحاسبات الآلية نجد أن جميع الأساليب والمؤشرات يتم تطبيقها فى آن واحد على نفس الفرد بحيث نصل الى التقدير الشامل المتكامل لوظائف الإنسان لأن نشاط المخ يرتبط بنشاط الأنسجة الأخرى من الحواس والعضلات والغدد الصماء والإعشاب …الخ .
  
التطبيقات :
§             إمكانية التحكم الذاتي فى السلوك باستخدام التقنية المرتدة الحيوية حيث يتم تغذية الفرد بمعلومات (مسموعه  أو مرئية) عن حالته الفسيولوجية المرتبطة بحالته النفسية ومن خلال التدريب يستطيع الفرد أن يتحكم فى تلك القيم الفسيولوجية التى يتعامل معها مباشرة  وقد أفادت تلك الطريقة فى علاج الكثير من الاضطرابات الانفعالية والصداع النصفي والقلق الزائد .
§             يمكن استخدام نتائج البحوث السيكوفسيولوجية فى مجال العلاج النفسي كما فى استخدام أجهزة العائد البيولوجي (التحكم فى السلوك وتعديله) أو فى الكشف عن الكذب باستخدام أجهزة كسف الكذب أو الاختبارات السيكوفسيولوجية فى الانتقاء المهني وتعتمد تلك التطبيقات المتعددة على مبدأ أساسي وهو :

§             أن المؤشرات الفسيولوجية أو العمليات العصبية هي داله وظيفية لحالة الفرد النفسية وخصائصه الشخصية والحركية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق