الأحد، 6 يوليو 2014

فن التعامل مع المراهقين

يشعر كثيرٌ من الآباء بالتوتُّر من سلوك أبنائهم في فترة المراهقة، ويتساءلون عما إذا كان ذلك أمراً عادياً. يقوم الأطبَّاء بالنَّظر في التغيُّرات التي يمرُّ من خلالها الأطفال في سنِّ المراهقة، وكيفية التعامل مع التأثيرات الناجمة عن السلوك السيِّئ في هذه فترة.
يُقال إنَّ أصعبَ عمل يقوم به الشخص في حياته هو أن يكون أباً أو أمَّاً. ربَّما يكون هذا الشعور هو ما يحدث عندَ بعض الناس حتماً خلال سنوات المراهقة التي يمرُّ بها أبناؤهم.

سلوكُ المراهقة
ربَّما يكون سلوكُ المراهقين محيِّراً، ومجهداً، ومؤذياً، ومثيراً للقلق في كثيرٍ من الأحيان. ولكنَّ هذا لا يعني، في معظم الحالات، أنَّ هناك شيئاً خطيراً يحدث لدى الطفل أكثر من كونه مجرَّدَ عملية طبيعية ليصبح بعدها الطفل بالغاً.
إنَّ العديدَ من المسائل السلوكية الشائعة، التي يستصعبها الآباء، هي جزءٌ أساسيٌّ من مرحلة البلوغ والنمو.
إنَّ اندفاع الهرمونات بقوَّة، بالاشتراك مع التغيُّرات التي تطرأ على الجسم، والسعي الحثيث للبحث عن الذات، والضغوط من الأصدقاء، والشعور المتنامي بالاستقلالية، كلُّ ذلك يعني أنَّ سنوات المراهقة هي وقت مُربِك بالنسبة للأطفال. وقد يعني أنَّهم يصبحون، على سبيل المثال، منعزلين، أو يريدون مزيداً من الوقت للبقاء وحدهم أو مع أصدقائهم، أو يشعرون بأنَّه يُساء فهمُهم، أو يرفضون محاولات الوالدين للتحدُّث إليهم أو إظهار المودَّة لهم، أو يظهرون غاضبين ومتقلِّبي المزاج.
هذه التغيُّراتُ في الشخصية قد تكون طبيعية، ولكن هذا لا يعني أنَّ الإنسان - لكونه أباً أو أماً - لا يتأثَّر ويشعر بالقلق من تصرُّفاتهم.

مشاعرُ الوالدين تجاه سلوك المراهقين
يمكن للمراهقين أن يستثيروا حتَّى أكثر الأبوين هدوءاً. عندما يكون الوالدان مُثقَلين بأعباء إضافية في حياتهما، كأن يكون لهما أطفالٌ آخرون مثلاً، مع وجود ضغوط في العمل، والعلاقات مع الناس، والالتزامات العائلية، والمرض، كلُّ ذلك قد يُضفي على الأبوين شعوراً كما لو أنَّ ابنهما المراهق هذا سيدفعهما إلى حافة الهاوية.
لابدَّ من محاولة العودة عن هذه الحالة، والتَّذكر بأنَّ هؤلاء المراهقين لديهم أسباب فيزيولوجية وراءَ تصرُّفهم بأساليب يصعب جداً تحمُّلها، وربَّما يتضايقون منها أيضاً؛ فالوالدان هم الشخصان البالغان اللذان تقع على عاتقهما مسؤولية توجيه أبنائهم المراهقين في أثناء تلك المرحلة الصعبة. ينبغي ألاَّ يتوقَّع الوالدان أنَّهما سيستمتعان بقضاء الوقت مع أبنائهم المراهقين دائماً، ولكن ينبغي أن يعتنيا بنفسيهما أيضاً.
إذا شعر الأبوان بالرفض من قِبَل ابنهما المراهق وتحفُّظه تجاههما، فعليهما أن يتذكَّرا أنَّ تشكيلَ صداقات قوية خارج نطاق الأسرة هو جزء مهم من التربية والنضج. ويجب محاولةُ عدم إظهار الغضب أمامهم؛ واللجوء إلى الأصدقاء أو أفراد الأسرة الآخرين لطلب الدعم منهم عندما يكون الأمر صعباً عليهما.

كيفيةُ التعامل مع الشدَّة
تنصح الجهاتُ الصحِّية باستعمال وسيلة فعَّالة للتعامل مع المراهق المزعج، وهي أن يبدأ الوالدان بالعناية بنفسيهما، من خلال ما يلي:
النوم الجيِّد ليلاً.
تناول الطعام الصحِّي.
التأكيد على الحصول على وقتٍ للاسترخاء والاستراحة بعيداً عن الأطفال.
القيام بأنشطة بدنية بانتظام.
التحدُّث إلى الأصدقاء، وطلب المساعدة الخارجية من مجموعات الدعم.
تعلُّم تقنيات التعامل مع التوتُّر، ومعرفة علامات الاكتئاب أو القلق. إذا كان هناك قلقٌ حول وجود اكتئاب أو قلق أو إجهاد لديهما، عندئذٍ يجب التحدُّث إلى الطبيب.

كيف ينبغي التصرُّف مع المراهق؟
الالتزام بالهدوء والتماسك
يقول الأطبَّاء: "ربَّما يكون المراهق عاطفياً إلى حدٍّ كبير أكثر من أن يكون منطقياً، وذلك بسبب الهرمونات الهائجة في جسمه، والتي لا تكون لطيفة - بالضرورة - بالنسبة له، وقد تُشعره بالرَّهبة. على الرغم من صعوبة الأمر على الوالدين، إلاَّ أنَّه يستلزم من الوالدين الحفاظ على الهدوء.
الوالدان هما القدوة لأبنائهما المراهقين
إذا رأى المراهقُ والديه يدخِّنان أو يشربان الكحول أو يتعاطيان المخدِّرات، فإنَّه سوف ينظر إلى ذلك على أنَّه ضوءٌ أخضر لفعل الشيء نفسه؛ ولن يستمعَ إليهما إذا طلبا منه الإقلاع عن ذلك.
عدمُ كتم المخاوف
عندَ الشعور بالقلق من سلوكيات الأبناء المراهقين حولَ الأمور التني تتعلَّق بالجنس، يجب على الوالدين السعي نحو تربية هؤلاء الأبناء وتعليمهم من خلال إطلاعهم على الحقائق بطريقة بسيطة ومناسبة وأخلاقية. ويجري ذلك من خلال كتاب أو موقع إنترنت رصين، مع التأكُّد من أنَّهم يعرفون المخاطر والكيفية التي يُحصِّنون بها أنفسهم. وليس هناك أفضل من التوجيه القائم على الإرشاد الديني السليم.
منحهم الوقت
يُفضَّل التأكُّدُ من تخصيص وقت يمضيه الأبناء المراهقون مع آبائهم وأمَّهاتهم، والتحدُّث إليهم كما لو أنَّه حقٌّ لهم؛ والتأكُّد من الاستماع إليهم عندما يريدون التحدُّثَ مع الوالدين. كما ينبغي تقديمُ العون لهم عندما يحتاجون إلى الذهاب إلى مكان ما، وتعدُّ الرحلاتُ في السيَّارة هي الوقت المناسب للحديث إليهم.
تخصيص وقت لكل مراهق بمفرده
السماح للمراهقين بالحصول على عالمهم الخاص بهم، وعلى خصوصيتهم المستقلَّة.
إظهار الحب لهم
حتَّى ولو كانوا لا يبدون استجابة لما يقدِّمه الوالدان من حبٍّ وحنان، فإنَّهم يبقون بحاجة إلى معرفة أنَّهم مَحبوبون من قبل والديهم.
وضع حدود
تسمح الحدودُ للمراهقين بالشعور بالأمان. ينبغي على الوالدين أن يُقرِّرا ما هي تلك الحدود، ومن ثمَّ الالتزام بها.

الجزع

يمرُّ كلُّ إنسان بفترة من الحُزن والحِداد بعد أن يحرمه الموتُ من شخصٍ عزيز أو قريب. وهذه الفترةُ هي جزءٌ طبيعي من ردِّ الفعل تجاه الإحساس بالخسارة والفقد. وقد يكون ذلك على شكل ردِّ فعل نفسي أو جَسَدي أو اجتماعي أو عاطفي. ومن الممكن أن تتضمَّنَ ردودُ الفعل النفسيَّة الشعورَ بالغضب أو الذنب أو القلق أو الحزن أو اليأس والقنوط. أمَّا ردودُ الفعل الجسدية فقد تظهر على صورة مُشكلات في النوم، وتغيُّرات في الشَّهية، ومُشكلات صحِّية أو أمراض. أمَّا مقدارُ استمرار هذه المرحلة فقد يعتمد على مقدار القُرب من الشخص المُتَوفَّى، وعلى ما إذا كانت وفاتُه أمراً متوقَّعاً أو مفاجئاً، بالإضافة إلى عوامل أخرى. وقد يكون الإيمانُ ومساندة أفراد الأسرة والأصدقاء مصادرَ حقيقيةً للدعم في هذه المرحلة. ومن الممكن أيضاً أن يستفيدَ بعضُ الأشخاص الذين يمرُّون بهذه المرحلة من استشارة نفسية أو من معالجة لهذا النوع من المعاناة. 
مقدِّمة
فترة المعاناة الناجمة عن الوفاة هي فترةُ الحُزن والحِداد التي يعيشها الإنسان بعدَ وفاة شخص عزيز عليه. خلال هذه الفترة يمكن أن يعيشَ الإنسانُ حالةً من المُعاناة والحزن تتَّخذ شكلَ رد فعل نفسياً أو جسدياً أو اجتماعياً أو عاطفياً. ويمكن أن يتعلَّق طولُ هذه الفترة بعدد من العوامل المختلفة. يبحث هذا البرنامجُ التثقيفي في فترة المعاناة الناجمة عن الوفاة، ويركِّز بشكل خاصٍّ على ردود الفعل النفسية والجسدية الناجمة عنها. 
التفجُّعُ أو فترةُ المعاناة الناجمة عن الوفاة
فترةُ المعاناة الناجمة عن الوفاة هي فترةُ الحُزن والحِداد التي يعيشها الإنسان بعدَ وفاة شخص عزيز عليه. الحزن هو رد فعل طبيعي لفقدان شخص عزيز. وقد يتضمَّن:
الشعور بالفراغ العاطفي.
الشعور بعدم القدرة على تصديق ما حدث.
الشعور بالقلق بسبب الانفصال عن الفقيد.
الحزن الشديد والاكتئاب.
الشعور بقبول الأمر الواقع.
تتضمَّن فترةُ المعاناة الناجمة عن وفاة شخص عزيز عدداً من المراحل. ويحدِّد الخبراءُ جملةً من المراحل والأنماط المختلفة التي يعيشها الناس خلال فترة تأقلمهم مع فقدان الشخص المُتوفَّى. ولا تتوفَّر في الوقت الحالي معلوماتٌ كافية لإثبات صحَّة أيَّة نظرية من النظريات المطروحة في هذا الخصوص وتفوُّقها على النظريَّات الأخرى. لا يوجد ردُّ فعل نموذجي محدَّد على وفاة شخص عزيز، بالرغم من ظهور ردود أفعال متشابهة عندَ مختلف الأشخاص الذين يمرُّون بهذه المرحلة. وهذا ما يسمح بالقول إنَّ ما يعيشُه الإنسانُ في هذه الفترة يتمتَّع بطبيعة شخصية خاصَّة إلى حدٍّ كبير. وتعتمد كيفيةُ استجابة كلِّ إنسان لوفاة شخص عزيز عليه على أمور كثيرة. هناك أمورٌ كثيرة يمكن أن يكونَ لها تأثيرٌ في حالة وفاة شخص عزيز؛ ومنها:
الطبيعة الشخصية للإنسان الذي يعيش هذه المعاناة.
طبيعة العلاقة مع الشخص المُتوفَّى.
مقدار معاناة وألم الشخص المُتوفَّى قبلَ الوفاة.
ومن العوامل الأخرى التي تؤثِّر في مرحلة التفجُّع :
مهارات الشخص الذي يمرُّ بهذه المرحلة من حيث القدرةُ على التكيُّف، وكذلك مقدار صحَّته العقلية الحالية والسابقة.
مقدار ما يلقاه من مساندة ودعم.
خلفيته الثقافية والدينية.
وضعه الاجتماعي والمالي.
هناك أنماطٌ مختلفة للتفجُّع . وتناقش الأقسامُ التالية هذه الأنماطَ المختلفة التي يمكن أن يعيشَها الشخصُ الذي فقد إنساناً عزيزاً. 
المعاناةُ والحزن العاديَّان
تبدأ المعاناةُ والحزن العاديَّان بعدَ الوفاة مباشرة، ثمَّ تتراجع أعراضُهما وتزول بمرور الزمن. ومن ردود الفعل العادية:
الشعور بالفراغ العاطفي وبالصدمة وعدم التصديق، بل حتَّى محاولة إنكار ما حدث. وتظهر هذه المشاعرُ بعدَ الوفاة مباشرة عادة، وخاصَّةً إذا لم تكن الوفاةُ مُتوقَّعة.
الشعور بالقلق بسبب الانفصال عن الشخص العزيز المُتوفَّى، حيث يتمنَّى الإنسانُ أن يستطيعَ استعادةَ من فقده، ويغرق في أفكار متعلِّقة بالمتوفَّى. وقد يكثُر ظهورُ صور الموت في أفكار الإنسان خلال هذه الفترة.
الشِّدَّة النفسية المُفضية إلى البكاء وكثرة التنهيد، وكذلك الأحلام المُزعجة والتَّخيُّلات والهلوسة المتعلِّقة بالشخص المُتوفَّى.
الإحساس بالغضب والحَنَق.
وهناك ردودُ فعل عادية أخرى، من بينها:
فترات من الحزن.
فقدان القدرة على النوم.
فقدان الشهية.
الإحساس بالتعب الشديد.
الشعور بالذنب.
فقدان الاهتمام بمُجريات الحياة اليومية.
تتراجع أعراضُ المُعاناة والحزن العاديين مع الوقت، وتصبح أقلَّ ظهوراً وأخفَّ شدَّةً. لكنَّ الخلاص منها لا يحدث خلال فترة زمنية محدَّدة ومعروفة. وبالنسبة لمعظم من يمرُّون بهذه الحالة، تتراجع الأعراضُ خلال فترة تتراوح من ستَّة أشهر إلى سنتين بعدَ خسارة الشخص المُتوفَّى. يميل الناسُ الذين يعيشون حالةَ المُعاناة والحزن العاديين إلى القبول بالواقع بعدَ فترة من الزمن. ويصبحون أكثرَ قدرةً على متابعة حياتهم اليومية المألوفة رغم صعوبة ذلك. 
الحُزنُ الاستباقي
الحزنُ الاستباقي نوعٌ من أنواع الحزن والمعاناة يحدث قبلَ حدوث وفاة مُتَوقَّعة ومُنتَظَرة. وقد تعيش أسرةُ الشخص المُحتَضَر هذه الحالةَ، كما يُمكن أن يعيشَها الشخصُ المُحتَضَر نفسُه أيضاً. وعلى غرار المعاناة والحزن اللذان يعيشهما الإنسانُ بعدَ وفاة شخص عزيز، يمكن أن تتضمَّن حالةُ الحزن الاستباقي ردودَ أفعال نفسيةً وعاطفية وثقافية واجتماعية. ويمكن أن تكونَ هذه الفترةُ مرحلةَ اهتمام بتسوية شؤون الشخص المُحتَضَر وإظهار الحب تجاهه أو مسامحته على أشياء سابقة. تساعد حالةُ الحزن الاستباقي أفرادَ الأسرة على الاستعداد نفسياً لفقدان الشخص المُحتَضَر. لكنَّ هذه الحالةَ قد تكون شديدةَ الصعوبة بالنسبة للشخص المُحتَضَر نفسه، ومن الممكن أن تجعلَه ينسحب مبتعداً عن الآخرين. وتتضمَّن أعراضُ الحزن الاستباقي ما يلي:
الاكتئاب.
الشعور نحو الشخص المُحتَضَر باهتمام يفوق الحدَّ ألمألوف.
تخيُّل ما يمكن أن يكونَ عليه فقدانُ الأشخاص المحبوبين.
التهيُّؤ نفسياً لما سوف يحدث بعدَ الوفاة.
لا يشعر بعضُ الأشخاص بالحزن الاستباقي حتَّى إذا كانوا قريبين من الشخص المُحتَضَر. كما أنَّ المرورَ بفترة الحزن الاستباقي لا يُقلِّل من الحزن بعدَ حدوث الوفاة الفعلية. 
الحزنُ المُرَكَّب
رُغم عدم وجود ما يُمكن أن ندعوه طريقةً خاطئة أو صحيحة للحزن على المُتَوفَّى، فإنَّ هناك دراسات تُبيِّن وجودَ أنماط للحزن والحِداد تختلف عمَّا هو شائع. ويُدعى هذا باسم "الحزن المُرَكَّب". يمكن أن تظهرَ على الشخص الذي يُعاني الحزن المُركَّب أعراضُ الحزن العادية نفسها، لكنَّها تستمرُّ زمناً أطول ممَّا نراه في الأحوال العاديَّة. قد يُؤدِّي قلة الدعم الاجتماعي إلى زيادة صعوبة التأقلم مع الفقدان الناجم عن الوفاة. الناسُ الأكثر تعرُّضاً لاحتمال المعاناة من حالة الحزن المُركَّب هم الأشخاص المعتمدون كثيراً على الشخص المتوفَّى، كالزوج أو الزوجة مثلاً، وكذلك الأشخاصُ الذين يستجيبون للحزن والأسى عن طريق التفكير فيه كثيراً. يؤثِّر جنسُ الشخص في مقدار ما يعيشه من معاناة وحزن. وعلى وجه العموم، يبدو أنَّ الرجالَ يعانون من الاكتئاب والمشاكل الصحِّية أكثر من النساء عندَ وفاة شخص عزيز عليهم. ويرى عددٌ من الباحثين أنَّ السببَ يمكن أن يُعزى إلى قلَّة ما يتلقَّاه الرجلُ من مساندة ودعم اجتماعيين في حالات الوفاة. يميل الأشخاصُ الأصغر سناً إلى المعاناة والحزن لفترة أكثر ممَّا نراه عندَ الأشخاص الأكبر سناً. لكنَّهم يخرجون من هذه الحالة على نحو أسرع أيضاً، لأنَّهم يتمتَّعون بمقدار أكبر من الموارد والدعم الاجتماعي. يزداد احتمالُ معاناة الإنسان من حالة الحزن المركَّب بعدَ حدوث وفاة غير مُتوقَّعة عندما يكون قليلَ الاعتداد بنفسه، وعندما يكون ممَّن يشعرون بقلَّة القدرة على ضبط مُجريات الحياة. 
المعالجة
يتمكَّن معظمُ الناس من تجاوز مرحلة الحزن والحداد بعدَ فترة تمتدُّ من ستَّة أشهر إلى عامين. ويعدُّ تلقِّي الدعم الاجتماعي الطريقة الأكثر فعَّالية لتجاوز هذه المرحلة. قد تكون المعالجةُ مفيدةً للأشخاص الذين يُعانون من شدَّة نفسية أو ردود فعل خطيرة بسبب الحزن والحِداد. تتضمَّن "معالجةُ الحزن المركَّب" تبادلَ الكلام، والإصغاء، والمشورة. تُساعد "المعالجةُ المعرفية السلوكية" الشخصَ الذي يمرُّ بمرحلة الحزن والحداد على تعلُّم مهارات تُغيِّر مواقفَه وسلوكه. ويجري هذا من خلال استبدال الأفكار السلبية وتغيير استجابة الشخص لبعض السلوكيات. ومن الممكن أن يجري استخدامُ الأدوية أيضاً لمعالجة الاكتئاب الذي يرافق الحزنَ والحداد في بعض الحالات. لكنَّ بعضَ اختصاصيي الرعاية الصحِّية يرون أنَّ الاكتئابَ جزءٌ طبيعي من هذه المرحلة، وأنَّه لا يحتاج إلى معالجة. 
الأطفالُ وحالةُ الحزن والحِداد
لا يكون ردُّ فعل الأطفال على فقدان الشخص المُتوفَّى مماثلاً لردِّ فعل الكبار. يشرح هذا القسمُ بعضَ أشكال الاختلاف بين الكبار والصغار من هذه الناحية. يظهر الحزنُ عندَ الطفل من وقتٍ لآخر، وذلك لفترات قصيرة من الزمن. وقد يبدو الحزنُ في لحظة معيَّنة على الطفل الذي فقد شخصاً عزيزاً، ثمَّ نراه مَرِحاً منطلقاً بعدَ قليل. وقد يكون السببُ هو أنَّ الطفلَ لا يستطيع أن يعيشَ مشاعرَ قويةً لفترة طويلة من الزمن. غالباً ما تشعر الأسرةُ أنَّ الطفلَ لا يُدرك خسارةَ الشخص المُتوفَّى إدراكاً حقيقياً، أو أنَّه يتجاوزها سريعاً. لكنَّ التفسيرين غير صحيحين في معظم الأحوال. إنَّ أذهان الأطفال تقوم بحمايتهم ممَّا يُمكن أن يكونَ التعاملُ معه على المستوى العاطفي أكثرَ من طاقتهم. من الممكن أن يلجأَ الراشدون الذين يمرُّون بفترة الحزن والحِداد إلى الابتعاد عن الناس، وعدم التحدُّث عن ألم فقدان الشخص المتوفَّى. أمَّا الأطفالُ فهم يحدِّثون الآخرين عن المُتوفَّى غالباً، حتَّى إذا كانوا من الأشخاص الغُرباء. وهذا ما يساعد الطفلَ على رؤية ردود أفعال الآخرين، ممَّا يفيده في استنتاج كيف يجب أن يكونَ ردُّ فعله هو. من الممكن أن يطرحَ الأطفالُ أسئلةً مُربِكة؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن يسألَ الطفل: "أعرف أنَّ جدِّي مات، لكن متى يعود إلينا؟" هذه هي طريقةُ الأطفال في اختبار الواقع، والتعرُّف إليه، والتأكُّد من أنَّ ما سمعوه عن الموت لم يتغيَّر. من الممكن أن يمرَّ الطفلُ الذي فقد شخصاً قريباً منه بما يلي:
يصبح خائفاً من المدرسة.
يعاني من مشكلات في التعَلُّم.
يُظهِر سلوكاً عدوانياً أو معادياً للمجتمع المحيط به.
ينسحب مبتعداً عن الآخرين.
يبالغ في التعلق والارتباط ببعض الأشخاص.
ومن الممكن أن يصبحَ الطفلُ الذي يمرُّ بهذه المرحلة شديدَ القلق على صحَّته هو؛ وقد يشكو من أعراض وهمية يتخيَّلُها. يغدو الصبيان أكثرَ عدوانية وميلاً إلى التخريب غالباً، بدلاً من إظهار حزنهم على نحوٍ صريح مباشِر. ويُعدُّ سوءُ السلوك في المدرسة أحدَ الأمثلة على ذلك الميل. عندَ وفاة أحد الوالدين، يمكن أن يشعرَ الأطفالُ بأنَّهم قد هُجِروا من قِبل المتوفَّى ومن قِبل الباقي على قيد الحياة معاً؛ وهذا لأنَّ حالةَ الحُزن التي يعيشها الباقي على قيد الحياة قد تجعله (أو تجعلها) غيرَ قادر على تقديم الدعم العاطفي للأطفال. تظهر لدى مُعظم الأطفال الذين يفقدون شخصاً شديدَ القرب منهم ثلاثةُ أشكال شائعة من القلق فيما يخصُّ الموت:
هل كنت أنا سبب الوفاة؟
هل سيحدث ذلك لي أيضاً؟
من الذي سيعتني بي؟
من الممكن أن يكونَ التحدُّثُ بصراحة مع الطفل، وجعله يشارك في مراسم الجنازة والتعزية، أمراً مفيداً. يساعد التحدُّثُ عن الموت الطفلَ على تعلُّم كيفية التأقلم مع خسارة الشخص المتوفَّى. عندَ التحدُّث مع الأطفال عن الموت، ينبغي وصفُه على نحو بسيط واضح. ولابدَّ من الإجابة عن أسئلة الطفل بلغةٍ يستطيع فَهمَها. تستمرُّ المُعاناةُ من حالة الحزن والحِداد عدَّةَ سنوات عندَ الأطفال. وقد يتجدَّد إحساسُهم بالخسارة والفقد مرَّةً بعدَ مرَّة في أثناء نموِّ الطفل. ومن الشائع أن يظهرَ ذلك في اللحظات الهامَّة، مثل ذهاب الطفل إلى مُخَيَّم أو التخَرُّج من المدرسة لاحقاً، وكذلك عندَ زواجه أو إنجابه أطفالاً. 
نهايةُ مرحلة الحزن والحِداد
يبدو للمرء أحياناً أنَّ هذه المرحلةَ سوف تستمرُّ إلى الأبد؛ لكنَّها تنتهي عندَ معظم الناس بعدَ مرور فترة من الزمن. إنَّ الشعورَ بالحزن والألم بسبب حدوث وفاة أو خسارة مشابهة ليس إلاَّ ردَّ فعل طبيعي على ما حدث. لكنَّ طلبَ المساعدة يصبح ضرورياً إذا استمرَّ هذا الشعورُ من غير إحساس بتراجعه مع مرور الزمن. على الإنسان أن يراجعَ الطبيبَ أو الجهةَ المعنية بالرعاية الصحِّية إذا شعر أنَّ الحزنَ والأسى يغمرانه تماماً، وأنَّه لا يتلقَّى الدعمَ الاجتماعي الكافي. 
الخلاصة
مرحلةُ الحُزن والحِداد هي فترةٌ يعيشها الإنسان عقبَ وفاة شخص عزيز. وهي ردُّ فعل عادي على حالة الارتباك والحزن والمشاعر المضطربة الناجمة عن فقدان ذلك الشخص. إنَّها جزءٌ طبيعي من حياتنا. يختلف طولُ مرحلةُ الحُزن والحِداد باختلاف الأشخاص. الطريقةُ الأكثر فعَّالية لتجاوز حالة الحزن والحداد هي تلقِّي الدعم الاجتماعي. ومن الممكن أن يأتي هذا الدعمُ من مجموعة من الأصدقاء أو من الأسرة أو زملاء العمل أو الشركاء في الشعائر الدينية أو في النوادي والأنشطة الاجتماعية. إنَّ مشاعرَ الحزن والحداد أمرٌ عادي. لكنَّ استمرارَها من غير تراجع يجعل طلبَ المساعدة ضرورياً. ويجب أن يفكِّرَ الإنسانُ في الحُصول على هذه المساعدة من الأهل والأصدقاء والجهات المعنيَّة بالرِّعاية الصحِّية. 

فن التعامل مع الشدة النفسية

يتعرض كل إنسان إلى التوتر النفسي أحياناً. وهو أيضاً يُصيب بعض الأشخاص في بعض المواقف أحياناً، كالتكلم أمام الجمهور مثلاً. ويمكن أن يحدث أيضاً عند بعض الأشخاص قبل الموعد مهم. إن ما يُسبب التوتر النفسي لشخص من الأشخاص لا يسببه لشخص غيره بالضرورة. وقد يكون هذا التوتر مفيداً أحياناً لأنه يمكن أن يشجعك على الوصول إلى غايتك أو على إنجاز عملك في اللحظة الأخيرة. لكن التوتر طويل الأمد يمكن أن يزيد من خطر حدوث بعض الأمراض مثل الاكتئاب ومرض القلب ومجموعة من المشاكل الصحية الأخرى. يدعى التوتر النفسي المتعلق بالمرض "اضطراب الكَرَب التالي للرَّض"، وهو ما قد يظهر أحياناً بعد وقوع حادثة كبيرة، كالحرب أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو الكوارث الطبيعية مثلاً. 

وإذا أصيب المرء بشدة نقسية مُزمنة فإن أفضل طريقة للتعامل معها هي معالجة المشكلة الكامنة وراءها. ومن الممكن أن تساعدك الاستشارة الطبية في الوصول إلى حالة من الاسترخاء والهدوء. وقد تكون بعض الأدوية مفيدة أيضاً. 


مقدمة
الشدة النفسية هي استجابة جسدية وعاطفية تتولد عند كل شخص يواجه تغيرات في حياته. ويمكن أن يكون لهذه الاستجابات آثار سلبية أو إيجابية. 

يكون للشدة النفسية آثار إيجابية حين تجعل الناس يتعامل بشكل بنّاء مع مشاكلهم اليومية وتجعلهم يتغلبون على الصعوبات. ويكون للشدة النفسية آثار سلبية حين تصبح دائمة، ويمكن أن تؤدي مثل هذه الآثار السلبية إلى الاكتئاب واعتلال القلب وإلى الإصابة بالسرطان أحياناً. 

يشرح هذا البرنامج التعليمي الصحي الفرق بين الشدة النفسية الإيجابية والشدة النفسية السلبية ويقدم النصائح حول سبل التعامل مع الشدة النفسية السلبية وإدارتها. 


ما هي الشدة النفسية؟
يعتبر كثير من العلماء أن الشدة النفسية هي استجابة الجسد لدى الناس للتغيرات المفاجئة في المحيط. فالناس، والحيوانات أيضاً، يحتاجون إلى المزيد من الطاقة كي يصمدوا أو يواجهوا أو يهربوا حين يواجههم خطر ما. إن رد الفعل الطبيعي للجسم تجاه أي وضع خطير هو تزايد ضربات القلب والتوتر العضلي وارتفاع ضغط الدم. 

اليوم لا يواجه الناس المخاطر نفسها التي كانوا يواجهونها في الماضي البعيد، مثل العراك مع الحيوانات المفترسه لحماية عائلاتهم. غير أن الناس يواجهون أوضاعاً تجعل أجسامهم تستجيب بصورة مشابهة، فيتزايد عدد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم ويزداد توتر العضلات ويحدث التعرق. وهذه الاستجابات العاطفية والجسدية تساعدهم على الاستعداد لمواجهة الصعوبة من خلال زيادة تركيزهم ومن خلال غير ذلك من وظائف الجسم. 

بعد التغلب على التحدي، يسترخي الجسم وتعود ضربات القلب وضغط الدم وتوتر العضلات إلى وضعها الطبيعي. وهذا يعطي الجسم فرصة لاسترداد عافيته، ويجعل الشخص يشعر براحة نفسية لأنه تغلب على التحدي. 

يشعر الناس بشيء من التعرق والتزايد في ضربات القلب قبل الظهور أمام الجمهور أو قبل الامتحان، وهذه ميزة تساعدهم على النجاح. تدعى هذه الحالات "تحديات" أو "شدات نفسية جيدة"، أو "شدات نفسية حادة". 

وحين تكون الحالات التي تسبب استجابات الشدة الجسدية أو العاطفية حالات مستمرة أو حين يظن الإنسان أنها مستمرة، فإن الجسم لا يحصل على فرصة للاسترخاء. وهذا يسبب توتراً عضلياً مستمراً ومعدة "مشدودة". وهذه الحالة تدعى "شدة نفسية سيئة" أو "شدة مزمنة". 


أخطار الشدة النفسية
إن الشدة النفسية المزمنة التي لا تنتهي يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأمراض. يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وهذا يمكن أن يقود إلى مشاكل قلبية بما فيها النوبات القلبية. 

يمكن أن تؤدي الشدة النفسية أيضاً إلى صداع الشقيقة وإلى ألم الظهر والقرحة وإلى الإصابة بالسرطان أحياناً. 

تربط دراسات عديدة بين الشدة النفسية وضعف الجهاز المناعي. إن الجهاز المناعي مسؤول عن مقاومة الأمراض والجراثيم التي تغزو الجسم. وغالباً ما يقع الشخص الذي يعاني من شدة نفسية مزمنة، ضحية المرض جراء ضعف جهازه المناعي. 

قد يحاول الناس الذين يعانون من شدة نفسية مزمنة التخفيف عن أنفسهم باللجوء إلى تعاطي المحظورات من المخدرات أو إلى التدخين. وقد يبدو أن المنشطات تخفف من وطأة الشدة النفسية، لكن مفعولها لا يدوم إلا لوقت قصير. وما يحصل في النهاية هو المزيد من التدهور لأن الشخص يصبح مصاباً بالإدمان والشدة النفسية معاً. 


أعراض الشدة النفسية
إن هناك حالات تسبب الشدة النفسية. ومن المهم أن يعرف الناس الحالات التي تسبب الشدة النفسية لكي يتمكنوا من السيطرة عليه. 

قد لا تكون الحالات التي تسبب الشدة النفسية واضحة تماماً. فالانتقال إلى بيت جديد واسع حدث إيجابي وممتع ولكنه يمكن أيضاً أن يسبب شدة نفسية غير متوقعة جراء كل التغيرات التي تحدث أيضاً. وحين يقع الناس تحت تأثير شدة نفسية فقد يشعرون بما يلي:
صداع
توتر عضلي
ارتعاش في اليدين
تعب
أرق
حرقة في فم المعدة


كما يمكن أن يشعر الناس الواقعون تحت تأثير شدة نفسية بما يلي:
قلق
خوف
تشوش
توتر
سرعة الغضب
عدائية
عجز عن التركيز
عادة ما تؤدي هذه المشاعر إلى تغيرات في السلوك مثل التكلم بفظاظة مع الآخرين، والتعرض للحوادث، والطرق بالأصابع على المكتب بطريقة لاإرادية. 

ولا تتماثل جميع الأعراض والمشاعر عند كل الناس الواقعين تحت تأثير الشدة النفسية. إن الحالات التي قد تسبب شدة نفسية عند بعض الناس قد تكون ممتعة لدى البعض الآخر. هل يمكن أعطاء أمثلة عن مسببات الشدة النفسية من هذا النوع؟ 

التحدث أمام جمهور، مقابلة المسؤول في العمل، مقابلات الحصول على وظيفة، فهذه أمثلة قليلة عن حالات تسبب شدة نفسية لدى بعض الناس وتكون ممتعة بالنسبة للبعض الآخر. 

حين يدرك الناس أنهم واقعون تحت تأثير شدة نفسية ، فمن المهم أن يعرفوا ما الذي يسبب لهم ذلك. وما هي الحالات التي تجعلهم تحت تأثير الشدة النفسية ؟ ما هي الحالات التي تحدث تغييرات في أجسامهم ومشاعرهم وسلوكهم؟ وهل يمكنهم أن يتذكروا سبعة أشياء تجعلهم يشعرون بأنهم واقعون تحت شدة نفسية؟ 

فالشعور بكثرة المشاغل في العمل أو في البيت، تجعل كثيراً من الناس يشعرون بأنهم تحت الشدة النفسية. 

كما أن عدم الثقة بالمستقبل يمكن أن تسبب شدة نفسية . وعدم معرفة ما ينتظر الإنسان بعد خسارته لعمله، أو بعد أن يتزوج، أو بعد أن يرزق بولد هي أمثلة عن عدم الثقة التي يمكن أن تضر به. 

من المفيد أن نصنف مسببات الشدة النفسية ضمن 3 فئات:
المنغصات العارضة
التغيرات الكبيرة في الحياة
المشاكل المستمرة


المنغصات العارضة هي أحداث مزعجة مؤقتة ولكنها يمكن أن تولد شدة نفسية كبيرة. ومن الأمثلة على ذلك ضياع مفتاح البيت، انثقاب دولاب السيارة، التخلف عن موعد رحلة سفر، التعرض لغرامة بسبب مخالفة مرور. 

يمكن أن تشمل التغيرات الكبرى في الحياة أحداثاً إيجابية وأخرى سلبية. من الأحداث الإيجابية مثلاً الزواج، أو التخرج من الجامعة، أو البدء بالعمل، أو ولادة طفل. ومن التغيرات السلبية موت أحد أفراد العائلة، أو الفصل من الوظيفة، أو الطلاق. 

والمشاكل المستمرة التي تشمل الحالات التي تسبب الشدة النفسية مثل الزواج غير الموفق، أو الوظيفة غير الثابتة، أو العلاقة السيئة مع أحد أفراد العائلة أو مع أحد الزملاء، أو تراكم الديون. 


الوقاية من الشدة النفسية
هناك أشياء عديدة يمكن أن يقوم الإنسان بها للوقاية من الشدة النفسية. ومن النصائح العامة للوقاية من الشدة النفسية: 

على الإنسان أن يتجنب مسببات الشدة النفسية التي يستطيع أن يتجنبها يمكن للإنسان أن يسيطر على الكثير من الحالات التي تسبب الشدة النفسية، وقد يستطيع أن يتجنبها تماماً. ومن الأمثلة على ذلك أنه إذا كان تسوق الإنسان برفقة زوجته يسبب له التوتر فيمكنهما الاتفاق على عدم التسوق معاً. 

على الإنسان أن يخطط تخطيطاً جيداً للتغيرات الكبرى في حياته. إذ يمكن للعديد من التغيرات الكبرى أن تولد الشدة النفسية . فإذا خطط الإنسان للتخرج وللحصول على وظيفة جديدة وللزواج ولاستقبال مولود جديد في الأسرة في الوقت نفسه، ينبغي أن يكون مستعداً لاستقبال الكثير من التغيرات الجيدة، لكنها تغيرات ثقيلة الوطأة إذا حدثت كلها معاً. وعليه أن يضع خطة زمنية للتغيرات الكبرى في حياته. 

على الإنسان أن يعرف حدوده وعليه أن يتعلم كيف يرفض المسؤوليات الجديدة التي يشك في قدرته على توليها. فمن الأسهل أن يرفض عمل شيء من أن يبدأ في عمله ثم يقف عاجزاً عن إتمامه. فرفض عمل الشيء أسلم وأكثر عدلاً للأشخاص الذين لهم علاقة بهذه المسؤوليات الإضافية. 

على الإنسان أن يرتب الأولويات حين يواجه الإنسان مهاماً عديدة، عليه أن يرتبها حسب أولويتها! وعليه أن لا يعمل أشياء متعددة في الوقت نفسه. بل عليه أن ينجز المهمة جيداً ثم ينتقل إلى المهمة الأخرى! وعليه أن لا يدفع نفسه للاستعجال! 

على الإنسان أن يُحَسِّن تواصله مع الناس إذ يمكن للإنسان أن يقي نفسه من ضغط العلاقات في البيت والعمل إذا كان يصغي جيداً ويبتسم ويعترف بالخطأ ويجامل ويعبر عن مشاعره وأفكاره بشكل واضح. 

على الإنسان أن يشارك الناس بما يحمله من أفكار فعلى الإنسان أن يتبادل أفكاره مع زوجته أو أهله أو ابنه أو صديقه، وأن ياستمع إلى نصائحهم! وأن يفكر في كلامهم ويأخذ به إذا رآه معقولاً! فقد يجدون له مخرجاً لم يخطر في باله من حالته المسببة للشدة النفسية. 

على الإنسان أن يتخذ موقفاً إيجابياً من الصعب كثيراً أن يتفادى الإنسان الشدة النفسية أو أن يستطيع تدبيرها بشكل جيد إذا لم يكن لديه أسلوب إيجابي في الحياة. فإذا كان الإنسان يعتقد أنه لا يستطيع السيطرة على نفسه، فإنه سوف يتجه نحو الفشل والمزيد من الشدات. 

على الإنسان أن يكافئ نفسه ينبغي أن يكافئ الإنسان نفسه حين ينجح في التغلب على الصعوبات. وجزء من هذه المكافأة يجب أن يتضمن الاسترخاء مثل أخذ إجازة إذا كان الإنجاز كبيراً أو التمتع بمباهج خاصة إذا كانت الإنجازات صغيرة. 

على الإنسان أن يمارس التمارين الرياضية تعتبر ممارسة التمارين الرياضية إحدى الطرق الفعالة للوقاية من الشدة النفسية وتدبيرها. وعلى الإنسان أن يبدأ بزيادة النشاط الجسدي وأن يمارس التمارين مرة كل يومين لمدة 30 دقيقة على الأقل. 

على الإنسان أن يأكل جيداً وأن ينام جيداً فأخذ قسط وافر من النوم في الليل وتناول وجبات الطعام المغذية يمكن أن يساعد الإنسان على بلوغ نمط حياة صحي يقلل من الشدات النفسية. 


علاج الشدة النفسية
في الكثير من الحالات لا يمكن تفادي مسببات الشدة النفسية. إذ لا يمكن للإنسان أن يتفادى إجراء المقابلات عند بحثه عن عمل، ولا يمكن للإنسان أن يتفادى وفاة شخص يحبه أصيب بمرض في مراحله النهائية. ومن النصائح الهامة لإدارة حالات الشدة النفسية التي لا يستطيع الإنسان تفاديها، النصائح العشرة التالية التي يمكن للإنسان أن يجربها وأن يختار ما يناسبه منها. 

التخطيط وفق وضع تصور للأحداث المتوقعة إذا كان الإنسان يشعر بالتوتر النفسي بسبب مقابلة ينبغي عليه أن يجريها في بحثه عن العمل، أو بسبب وجوب تقديمه لعرض معين، فعليه أن يتدرب مسبقاً على هذا الأمر الذي يسبب له التوتر النفسي! وعليه أن يضع تصوراً للأمر مراراً وتكراراً. فبهذه الطريقة يصبح الموضوع مألوفاً أكثر بالنسبة للإنسان ويتحسن أداؤه. والأهم هو أنه سيكتسب الثقة بنفسه. 

على الإنسان أن يفكر بإيجابية حين يواجه الإنسان وضعاً صعباً عليه أن يتمهل كي يترتب الأشياء ضمن سياقها الصحيح. وعليه أن يسأل نفسه "ماذا يعني هذا الوضع ضمن المخطط العام للأشياء؟ هل المشكلة كبيرة حقاً؟" قد يكون من الصعب معرفة الإجابة على هذه الأسئلة ما لم يجلس الإنسان وحيداً في غرفة هادئة ويفكر جيداً في الأمر. 

على الإنسان أن يفكر في الأحداث السلبية الكبيرة التي يحتمل أن تقع فحين يطرد الإنسان من عمله، عليه أن يحاول التفكير في ما يمكنه أن يفعله. وإذا أخبر الطبيب أحد مرضاه أنه مصاب بالسرطان، ينبغي على ذلك المريض أن يضع تصوراً حول كيف ستتغير حياته. والهدف هنا هو عدم التفكير بالتصورات السلبية، بل إن على المريض أن يحاول أن يضع خطة داعمة ليتبعها إذا ما سارت الأمور على نحو غير النحو الذي كان يتوقعه. 

على الإنسان أن يسترخي وأن يتنفس بعمق فالاسترخاء والتنفس بعمق هو ردة فعل طبيعية للجسم على الشدة النفسية، إذ يمكن للإنسان أن يأخذ نفساً عميقاً، من خلال الشهيق البطيء من الأنف، وحبس النفس لبضع ثوان، ثم الزفير عبر الفم، فيتغلب بذلك على التنفس السريع السطحي الذي يصاحب عادة الشعور بالشدة النفسية . 

على الإنسان أن يسترخي عن طريق تصفية ذهنه إذ يمكن للإنسان أن يجبر ذهنه على الاسترخاء، بأن يخلد إلى الراحة في مكان هادئ، ويركز على صورة أو فكرة لطيفة واحدة. ويمكنه أيضاً أن يسعد ذهنه بالتفكير باللحظات المفضلة لديه وتصورها، مثل إجازة هادئة على شاطئ البحر أو صيد السمك في خليج صغير. 

على الإنسان أن يرخي عضلاته تسبب الشدة النفسية توتراً في العضلات. إن شد وإرخاء مجموعات عضلية مختلفة هي إحدى الطرق المتبعة في إرخاء العضلات. وأثناء تنفيذ هذا التمرين، على الإنسان أن يركز خلال شد إحدى العضلات لبضع ثوان، ثم عليه أن يسترخي ببطء بعد ذلك، وسيلاحظ الفرق. 

على الإنسان أن يسترخي بالتمطيط وممارسة التمارين إن تمطيط العضلات هي طريقة طبيعية أخرى يتبعها جسم الإنسان كي يقاوم الشدة النفسية. ويمكن ممارسة تمارين تمطيط العضلات في أي مكان وزمان. إن ممارسة التمارين هي أيضاً طريقة مهمة لتمطيط العضلات مع إبعاد الذهن في الوقت نفسه عن السبب الذي أدى لحدوث الشدة النفسية . 

على الإنسان أن يسترخي مع العلاج بالتدليك يمكن أن تسبب الشدة النفسية تشنجات عضلية في الظهر واليدين وفي مجموعات عضلية أخرى. ويمكن لخبير التدليك أن يرخي هذه التشنجات. وعلى الإنسان أن يخبر الطبيب الذي يعالجه بالتدليك عن حركات التدليك التي تجعله يشعر بالراحة. 

على الإنسان أن يلتمس المساعدة ينبغي على الإنسان أن يطلب المساعدة حين يقوم بأشياء يمكن أن تسبب له الإرباك. وقد يصاب الإنسان بالدهشة إذا لاحظ أن معظم الناس يرغبون بصدق في مساعدته. وعلى الإنسان أن يتذكر أن بعض الناس حوله قد عاشوا مشاكل مشابهة، وأنهم قد يجدون حلاً يفيده. 

على الإنسان أن يلتمس المساعدة الاختصاصية عند الحاجة إذ يشعر بعض الناس بالضيق في حالات يراها غيرهم عادية، مثل السير وحيداً في الليل، أو الطيران، أو الوجود في غرفة مزدحمة بالناس، أو إلقاء كلمة أمام جمهور. ونظراً لتعذر تجنب هذه الحالات، فإن مواجهة هذه المخاوف والتغلب عليها هي البديل الصحيح. لذا قد تمس حاجة الإنسان إلى مساعدة اختصاصية للسيطرة على مسببات الشدة النفسية. 


خلاصة
الشدة النفسية هي جزء من حياة كل شخص. فإذا لم يتدبر الإنسان أمر الشدة النفسية فإنها يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة وكآبة لديه، وإلى الإصابة بالسرطان أحياناً. ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى تعاطي التدخين والخمر وتناول المخدرات. 

إن تجنب الشدة النفسية أمر سهل بالاستعانة ببعض التغييرات في نمط الحياة وتبني موقف أكثر إيجابية. 

حين يواجه الإنسان حالات تسبب الشدة له، فإن هناك طرق عديدة توفر له استرخاء الذهن والجسم. 

يمكن للإنسان من خلال محاولة اتباع بعض الطرق المعروضة في هذا البرنامج، أن يخفف وطأة الشدات النفسية غير الضرورية وأن يتمتع بالحياة بكل أبعادها! 

غضب الاطفال

يقدِّم الاختصاصيون في علم النَّفس نصائح حول كيفية مساعدة الأطفال على التعامل مع حالة الغضب بطريقة إيجابية.
الغضبُ هو حالة انفعاليَّة طبيعية ومفيدة، يُمكِّن الأطفالَ من معرفة أنَّ الأمور ليست مقبولة أو مناسبة. ولكن يجب الانتباهُ إلى تجنُّب أن يصبحَ سلوكُ الأطفال خارجَ نطاق السيطرة، أو أن يصيروا عدوانيين بسبب الغضب.
ينبغي عدمُ الخوف من استكشاف الأسباب الكامنة وراء مشاعر الغضب.
إنَّ مساعدةَ الطفل على تعلُّم كيفية التعامل مع حالة الغضب بطريقةٍ صحيَّة ينطوي على فوائد عديدة؛ فعلى المدى القصير، يمنع التعاملُ الصحِّي مع الغضب من أن يتسبَّبَ بإحداث شدَّة نفسيَّة للطفل وعائلته. وعلى المدى الطويل، يساعدهم على تعلُّم كيفيَّة حلِّ المشاكل والتغلُّب على الانفعالات.

عدمُ محاكمة الأطفال عن غضبهم
يجب التضامن مع الطفل لمساعدته على التعامل مع غضبه؛ فبهذه الطريقة، نجعل الطفل يعرف أنَّ الغضبَ هو المشكلة، وليس الطفل نفسه.
قد تكون هذه الطريقةُ ممتعةً وخلاَّقةً مع الأطفال الصغار، وذلك بإعطاء الغضب اسماً ما ومن ثمَّ محاولة رسمه؛ فعلى سبيل المثال، يُرسَم الغضبُ على شكل بركان سينفجر بعد قليل.
يمكن أن تؤثِّرَ كيفيَّةُ الاستجابة لحالة الغضب عند الآباء في كيفيَّة استجابة أطفالهم للغضب أيضاً؛ فإذا تعاون الآباء مع أطفالهم لمواجهة حالة الغضب، فإنَّ ذلك يُمكنه أن يساعدَهما معاً.

التعرُّف إلى العلامات التَّحذيرية الباكرة
- لابدَّ من التعاون معاً لمحاولة معرفة ما الذي يثير الغضب؛ فمن خلال ذلك، يجري تعلُّم كيفيَّة التعرُّف إلى العلامات التَّحذيرية الأولى التي تُنبئ ببداية نشوء الغضب.
- التحدُّث معاً حول الخطط التي يمكن استخدامها تجاه الغضب؛ حيث يمكن تشجيعُ الطفل على العدِّ إلى الرَّقم 10 أو الابتعاد عن المكان.
- عندما يرى الآباء العلامات التَّحذيرية الباكرة، ينبغي تذكيرُ أطفالهم بلطف بأنَّ الغضبَ يحاول التسلُّل إليهم، وهذا يعطيهم فرصةً للقيام بتنفيذ خططهم.

التركيزُ على هدف مُحدَّد
ينبغي وضعُ هدف متَّفق عليه من أجل العمل نحو تحقيقه، مع إيجاد وسيلة لمعرفة ما يجري تحقيقه معاً. لذلك، يمكن رسمُ جدول ووضع النجمات عليه، وتعليقه على الحائط، ومكافأة الطفل بوضع لصاقة من النجمات على الجدول، وذلك مقابل ابتعاد الطفل عن الوقوع في حالة غضب لمدَّة ساعة كاملة، ومن ثمَّ الانتقال تدريجياً إلى منتصف اليوم، ثمَّ إلى اليوم بأكمله، وهكذا ...

مديح الطفل والثَّناء عليه
تعدُّ ردودُ الفعل الإيجابية عاملاً ضرورياً، حيث ينبغي الإشادة بالجهود التي يبذلها الطفلُ مهما كانت صغيرة؛ فهذا سوف يبني الثقةَ لدى الطفل في معركته ضدَّ الغضب، وسوف يساعده أيضاً على إشعاره بأنَّه يتعلَّم مع والديه أيضاً.
كلَّما زاد الآباء من الوقت الذي يقضونه في الثَّناء على جهود أطفالهم، قلَّ الوقتُ الذي يمكن معاقبتُهم فيه على فشلهم في التحكُّم بأنفسهم.

كيفيةُ التعرُّف إلى الغضب عند الأطفال
تؤدِّي التغيُّراتُ في أفكار الطفل ومشاعره إلى تغيُّرات في لغة الجسد لديه وفي سلوكه. ويمكن أن تتضمَّنَ هذه التغيُّراتُ ما يلي:
القبض على اليدين بشدَّة.
الضيق أو التوتُّر في الجسم.
النوبات اللفظية.
تعابير الوجه الخاصَّة.
القيام بانتقادات شديدة اللهجة
عندما يحدث الغضب، فإنَّه يمكن أن يأتي بأشكال مختلفة، تبدأ من النوبات اللفظية، إلى العدوانية بالهجوم جسدياً على الآخرين وإلحاق الضرر بالأثاث.
ويُمكن للغضب في بعض الأحيان أن يجعلَ الأطفالَ يتصرَّفون بطريقة مؤذية لهم أو للآخرين، كالقيام باللكمات أو الانتقادات شديدة اللهجة على سبيل المثال؛ فإذا حدث مثل ذلك، يجب جعل المكان المحيط بهم آمناً قدرَ الإمكان.
عندَ التخوُّف من هيمنة الغضب على الطفل والعائلة، يجب عدمُ التردُّد في التحدُّث إلى الطبيب أو إلى المعالج النَّفسي بشأن ذلك.

اكتئاب الاطفال

يعتقد كثيرٌ من الناس أنَّ الاكتئاب يصيب البالغين فقط. لكن، في الواقع، يمكن للاكتئاب أن يصيبَ الأطفال والمراهقين أيضاً.
في بريطانيا، على سبيل المثال، بلغت نسبةُ الأطفال الذين يعانون من اضطراب نفسي ملحوظ 10٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 16 عاماً، حيث إنَّ 4٪ من الأطفال يعانون من اضطراب وجداني مثل القلق أو الاكتئاب.
والمشكلةُ بالنسبة للوالدين هي أنَّ الاكتئاب عند الأطفال قد يصعب كشفُه.

العلاماتُ التحذيرية للاكتئاب
هناك طرقٌ لمعرفة الفرق بين لحظات السعادة والتعاسة العادية، وبدايات مشكلة صحِّية نفسية أكثر خطورة.
يقول الخبراء: "العلاماتُ الواضحة التي يجب الانتباهُ إليها تتضمَّن تردِّياً في الحالة المزاجية، وعلامات الحزن مع البكاء أو التهيُّج التي قد لا تكون متعلِّقةً بأيِّ شيءٍ محدَّد.
كما يجب الانتباهُ إلى ردَّات الفعل عندما يحدث شيءٌ محزن؛ على سبيل المثال، عندما يموت شخصٌ ما، فمن الطبيعي أن يشعرَ أيُّ فردٍ في العائلة بالأسى، ولكن إذا شعر الوالدان أنَّ ردةَ فِعل الطفل مفرطة جداً أو أنَّها استمرَّت لفترة طويلة جداً، عندئذٍ يمكن أن تكونَ علامةً على الاكتئاب أيضاً".
يضيف خبيرٌ آخر فيقول: "إذا كان مزاجُ الطفل يؤثِّر في أدائه وواجباته اليومية، فهذه علامةٌ على وجود مشكلة صحِّية نفسيَّة ينبغي التحقُّقُ منها.
إذا كان الشاب غيرَ قادر على متابعة تحصيله في المدرسة، وفقد الاهتمام بالأشياء التي كانت محطَّ اهتمامه سابقاً، فإنَّ هذا هو مؤشِّر كبير، فضلاً عن زيادة العزلة الاجتماعية أيضاً. إنَّ هذه دلائل على أنَّ تردِّي الحالة المزاجية يتسبَّب في اضطراب هام".

التعاملُ مع الاكتئاب عند الأطفال
إذا شعر الآباءُ أنَّ الطفل يعاني من الاكتئاب، فقد يكون من الصعب معرفة ما ينبغي القيام به.
إنَّ أوَّلَ شيء يجب القيام به هو التحدُّث إلى الطفل، ومحاولة معرفة ما يقلقه. ومهما يكن سبب المشكلة، لا ينبغي التقليل من شأنها؛ فربَّما لا يكون مشكلةً كبيرةً بالنسبة للوالدين، لكنها قد تكون مشكلة كبيرة بالنسبة للطفل.
وإذا انشغل بالُ الوالدين بشأن طفلهم بعد التحدُّث إليه، فعليهم أن يُراجعوا الطبيب.
إذا كان الأمرُ يتطلَّب مزيداً من العلاج، فهناك العديد من الخيارات، تتضمَّن خدمات المشورة للشباب، أو العلاج الأسري، أو العلاج السلوكي المعرفي الذي هو نوعٌ من العلاج بالكلام. قد يُفكِّر الطبيبُ أيضاً بوصف الأدوية المضادَّة للاكتئاب، ولكن ذلكَّ يكون في الحالات الشديدة فقط.
إذا شعر الآباء، في أيَّة مناسبة، بقلق تجاه طفلهم من أنَّه قد يكون عرضةً للاكتئاب، يمكنهم أن يساعدوا على منع وقوع ذلك لديه، من خلال جعل الأطفال يشعرون بأنَّ آباءهم موجودون من أجلهم هم فقط.
إنَّ جميعَ الأطفال والشباب في حاجة إلى الشعور بالاحترام والتقدير والحب من قِبل الآخرين، ويحتاجون إلى إقامة صِلات مع الذين يقدِّمون لهم الرعايةَ (الوالدان عادةً)، حيث يشعرون بعطف آبائهم عليهم بطريقةٍ إيجابية، لا لشيءٍ إلاَّ لأنَّهم أبناؤهم.
فهذا الأمر مفيدٌ في حماية الشاب من إصابته بالاكتئاب.

للتغلب على الخوف والقلق

مهما يكن الأمر الذي يخيف الناس، هناك طرق تفيدهم في التغلُّب على الخوف والقلق:

قضاء بعض الوقت خارج المنـزل
ينتاب الإنسان شعورٌ بأنَّه من المتعذَّر عليه أن يفكِّرَ بصفاء عندما يكون غارقاً في المخاوف أو القلق. إنَّ حدوثَ تسرُّعٍ في القلب وتعرُّقٍ في راحة اليدين وشعورٍ بالذُّعر والارتباك جميعها هي نتيجة لزيادة إفراز هرمون الأدرينالين (هرمون الشدَّة) في الدم. لذا، فإنَّ أولَّ شيءٍ ينبغي فعلُه هو قضاء بعض الوقت خارج المنـزل حتَّى يتمكَّن المرءُ من الاسترخاء بشكل طبيعي.
ينبغي أن يقومَ الشَّخصُ بإشغال نفسه عن القلق لمدة 15 دقيقةً من خلال المشي حول الأبنية، أو بتناول كوبٍ من الشاي، أو بأخذ حمَّام. عندما يسترخي البدن، سوف يشعر المرءُ أنَّه أصبح قادراً بصورةٍ أفضل على اتخاذ قرارٍ بشأن أحسن السُّبل لمواجهة الموقف.

ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟
عندما يعاني الشَّخصُ من القلق حول شيءٍ ما، سواءٌ أكان ذلك من العمل أو من علاقة أو من امتحان، قد يكون من المفيد أن يفكِّرَ بأسوأ النتائج التي يمكن أن تحدث. وحتى إذا حدث فشلٌ ذريع في أحد العروض أو المكالمات أو المحادثات التي يقوم بها الشَّخص، عليه أن يرضى بالقضاء، ويُؤمن بأنَّ الدنيا لن تدوم لأحد. ولكنَّ أسوأَ شيءٍ يمكن أن يحدث أحياناً هو نوبة ​​الذُّعر أو الهَلَع.
إذا بدأ القلبُ يتسرَّع أو حدث تعرُّق في باطن الكفَّين، فأفضل شيءٍ هو عدم مقاومة ذلك؛ وعلى الشخصُ أن يبقى حيثما هو، ويفكِّر في حالة الذعر هذه بوضوح من دون المحاولة لإلهاء النَّفس؛ ويقوم بوضع راحة يده على بطنه ويتنفَّس ببطء وبعمق (ليس أكثر من 12 نفساً في الدقيقة)، فإنَّ هذا يساعد على تهدئة الجسم.
قد تستغرق حالةُ الذُّعر أو الهَلَع زمناً يصل إلى ساعة واحدة، ولكنَّها سوف تزول تلقائياً في نهاية المطاف. والهدفُ من هذا هو مساعدة العقل على التعوُّد على التعامل مع حالة الذُّعر، والذي يزيل الخوفَ من حالة الذُّعر هذه.

التعرُّض للخوف
لا يفيد تجنُّبُ المخاوف إلاَّ في جعلها أكثر إخافةً. إذا كان الشَّخصُ يخاف ذات يوم من دخول المصعد، فالأفضل أن يعودَ ويدخل المصعد في اليوم التالي، ويقف في المصعد ويفكِّر في حالة الخوف هذه إلى أن تزولَ. عندما يقوم الشَّخصُ بمواجهة الخوف، أيَّاً كان نوعه، فسوف يبدأ في التلاشي.

الترحيب بالأسوأ
إذا تقبَّل الشخصُ بسرور تلك المخاوفَ التي تصيبه في كلِّ مرَّة، فإنَّ ذلك سيجعلها أكثرَ سهولةً للتعامل والتكيُّف معها عندما تأتيه تلك المخاوفُ في المرَّات اللاحقة، إلى أن يأتي وقتٌ لا تُصبح فيه هذه المخاوف مشكلة. وعليه أن يحاولَ أن يتخيَّل أسوأ ما يمكن أن يحدث (هلع أو نوبة قلبية)، ثم يحاول أن يفكِّرَ بحدوث نوبةٍ قلبية لديه؛ هو مجرَّد أمر ممكن؛ فكلَّما قام الشَّخصُ بمطاردة الخوف أكثر، هرب منه أكثر.

أن يكون الشَّخص واقعياً
تميل المخاوفُ إلى أن تكونَ أسوأَ بكثير من الواقع؛ ففي كثيرٍ من الأحيان، فإنَّ تفكيرَ الأشخاص الذين تعرَّضوا للاعتداء بأنَّهم سيتعرَّضون لاعتداء آخر في كلِّ مرَّة يسيرون فيها في زقاق مظلم، لا يكون مفيداً. ولكنَّ احتمالَ حصول اعتداء آخر هو في الواقع ضعيفٌ جداً.
وبالمثل، هناك أشخاصٌ يقولون إنَّهم أشخاص فاشلون، لأنَّهم يحمرُّون عندما يشعرون بالخجل؛ وهذا ما يجعلهم قلقين أكثر. لكنَّ احمرارَ الوجه في المواقف العصيبة هو أمرٌ طبيعي؛ وبتذكُّر ذلك، سيزول القلق تلقائياً.

عدم توقُّع الكمال
إنَّ التفكيرَ بالأسوَد أو الأبيَض عند الأشخاص الذين يتوخُّون الكمالَ (مثلاً، "إذا لم أكن أفضل أمٍّ في الدُّنيا، فأنا أمٌّ فاشلة") هو غير واقعي، ولا يُكرِّس فينا سوى القلق.
الحياةُ مليئةٌ بالضغوط؛ ولكن، هناك الكثير من الأشخاص الذين يَرَونَ أنَّ حياتَهم يجب أن تكون مثالية. ستكون هناك دائماً أيَّامٌ غير سارَّة ونكساتٌ في حياة الناس، ومن الأسلمَ أن نتذكَّر بأنَّ الحياةَ هي شيءٌ معقَّد.

وقفة للتخيُّل
على الشَّخص أن يتوقَّفَ للحظة، يُغمض فيها عينيه، ويتخيَّل مكاناً آمناً وهادئاً: قد يكون صورةً لمشية له على الشاطئ الجميل، أو أنَّه مستلقٍ على السرير يحضن ولده إلى جانبه، أو ذكرى سعيدة من طفولته. عليه أن يسمحَ للمشاعر الإيجابية بأن تهدِّئ من روعه إلى أن يشعرَ بمزيدٍ من الاسترخاء.

التحدُّث مع الآخرين
إنَّ مشاركةَ الآخرين بالمخاوف التي تنتاب الشَّخصُ تزيل الكثيرَ من الخوف لديه. إذا لم يتمكَّن المرءُ من التحدُّث إلى رفيق أو صديق أو أحد أفراد الأسرة، فليسأل الطبيب للحصول على مساعدة، حيث يمكن للطبيب أن يحيل هذا الشَّخصَ إلى جلسات تقديم المشورة في مركز صحِّي، أو إلى المعالج النَّفسي.

العودة إلى أسس الصحَّة العامَّة
قسطٌ جيِّدٌ من النوم، وتناول وجبة صحِّية، والقيام بنُزهة، هي في الغالب أفضل العلاجات لحالة القلق. إنَّ أسهلَ طريقة للنَّوم عندما تتصاعد المخاوفُ، وهي تشقُّ طريقها بين ثنايا النَّفس، يُمكن أن تكونَ في التوقُّف عن محاولة الدخول في النَّوم؛ وبدلاً من ذلك، على المرء أن يحاولَ البقاء مستيقظاً.
يلجأ كثيرٌ من الناس إلى تناول الأدوية لعلاج القلق من تلقاء أنفسهم، وذلك مع وجود فكرة لديهم أنَّها ستجعلهم أحسنَ حالاً؛ غير أنَّ هذه التصرُّفات تزيد الاضطراب سوءاً. إنَّ تناولَ الطعام بشكلٍ جيِّد يجعل الشَّخص يشعر بالقوة جسدياً ونفسياً.

مكافأة الذات
ينبغي أخيراً أن يمنحَ الشَّخصُ نفسه جائزةً ويدخل عليها البهجة؛ فإذا أمسك هذا الشَّخصُ بيده بالعنكبوت الذي كان يُرعِبُه أو أجرى اتصالاً كان يتخوَّف منه، عندئذٍ عليه أن يُعزِّز نجاحَه هذا بأن يدعو نفسَه بنفسه إلى الاسترخاء في حمَّام ساخن قليلاً، أو بإجراء تدليك لجسمه، أو بالقيام بنُزهة إلى أحد الأرياف، أو بتناول الطعام خارج المنـزل، أو بشراء كتاب مفضَّل، أو شراء أقراص كمبيوترية يحبُّها أو أيَّة هديَّة رمزيَّة تجعله سعيداً.

للتغلب على الارق

إنَّ إدخالَ تغييرات بسيطة على أنماط حياتنا اليومية، قد تكون ذات فائدةٍ كبيرةٍ كي ننعم بنوم أكثر هناءً
يساعد اتِّباعُ النصائح العشر التالية التي يقدِّمها مجلسُ النوم The Sleep Council على أن ننعمَ بليلة أكثر راحةً.

1. تنظيم ساعات النوم
إنَّ الذهابَ إلى الفراش والاستيقاظ في أوقات محدَّدة كلَّ يوم يساعد الجسمَ على النوم بصورة أفضل. وينبغي اختيارُ الوقت الذي يكون فيه المرء بأكبر حاجة للنوم.

2. تهيئة جوٍّ مريح للنوم
ينبغي أن تكونَ غرفةُ النوم مخصَّصة للراحة والنوم فقط. كما يجب أن تكونَ هادئةً ومظلمة ما أمكن، وأن تكونَ معتدلة الحرارة، وأن يستطيعَ الشخصُ التحكُّم بمستوى الإضاءة والضجيج فيها.

3. التأكُّد من أنَّ سرير النوم مريح
من الصعب تحقيقُ نومٍ مريح على فراش طري جداً أو قاس جداً، أو على سرير صغير جداً أو مهترئ.

4. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
يمكن للتمارين الرياضية المنتظمة، مثل السباحة والمشي، أن تحرِّرَ بعض الضغوط النفسية المكتسبة خلال اليوم. ولكن ينبغي تجنُّبُ القيام بتمارين مجهدة قبلَ النوم مباشرة، لأنَّها قد تدفع الشخصَ للبقاء متنبِّهاً.

5. التقليل من الكافيين
ينبغي تقليلُ الاستهلاك من الكافيين في الشاي أو القهوة، وخاصَّة في فترة الصباح؛ فهو يتداخل مع آليَّة النوم، ويمنع النوم العميق. يمكن أن يستمرَّ تأثيرُ الكافيين لفترة طويلة (حتَّى 24 ساعة)، وبذلك فإنَّ احتمالَ تأثيره في النوم كبير. يمكن تناولُ مشروب حليبي دافئ أو شاي أعشاب عوضاً عن ذلك.

6. عدمُ الإفراط في تناول الطعام
قد يسبِّب الإسرافُ في تناول الطعام، وخاصَّة قبل النوم، اضطراباً في أنماط النوم.

7. التوقُّف عن التدخين
يؤثِّر التدخينُ سلباً في النوم، حيث يحتاج المدخِّنون إلى وقت أطول للخلود إلى النوم، وهم يميلون للاستيقاظ بصورة أكبر من غير المدخِّنين، وغالباً ما يكون نومُهم مضطرباً.

8. الاسترخاء قبلَ الذهاب إلى النوم
يمكن إجراءُ حمَّام دافئ، أو الاستماع لما يريح الأعصاب، أو ممارسة بعض تمارين الاسترخاء، بغيةَ تحقيق الراحة للعقل والجسم.

9. تسجيل ما يدفع للقلق
إن كانت لدى الشخص بعضُ الهموم أو المشاغل أو ضغوط العمل، فيمكن أن ينظِّمَ قائمةً بالواجبات التي ينبغي عليه القيامُ بها في اليوم التالي. وإذا كان يميل لأن يضطجع في الفراش ويفكِّر بما ينبغي عليه القيام به في الغد، فالأفضل له أن يخصِّص وقتاً لذلك قبلَ الذهاب إلى النوم، يراجع فيه ما أنجز ويضع خطَّته ليوم الغد. والهدفُ من ذلك هو تجنُّب مثل تلك الأشياء في السرير، وتخصيص وقت السرير للنوم فقط.

10. التعامل مع الأرق بإيجابية
إذا لم يتمكَّن الشخصُ من النوم، فلا داعيَ للقلق، حيث يمكنه أن ينهضَ ويقوم بعمل يمنحه بعضَ الاسترخاء إلى أن يشعرَ بالنعاس مجدَّداً، ثمَّ يعود إلى سريره.

الغذاء الصحى والاكتئاب

تفيد النصائح التالية في المحافظة على نظام غذائي صحِّي ومتوازن.
قد يؤثِّر الاكتئابُ أو الشعور باضطراب المزاج في شهية المرء لتناول الطعام، وفي نظام حياته اليومي.
يمكن أن تؤدِّي الإصابة بالاكتئاب إلى حدوث نقص في الشهية لدى البعض، ومن ثَمَّ نقص في الوزن؛ أو على العكس تؤدِّي إلى الإقبال أكثر على تناول الطعام، ومن ثَمَّ حدوث زيادة في الوزن. كما قد تؤثِّر مضادَّات الاكتئاب بشكل مماثل في الشهية لتناول الطعام.
يجب على المريض استشارة طبيبه عندما يخشى من أن تؤدِّي إصابته بالاكتئاب إلى نقص أو زيادة وزنه، وحتى يعلم المزيد عن علاقة مضادَّات الاكتئاب مع الشهية لتناول الطعام.
نصائح للحفاظ على نظام غذائي متوازن
يعكف الكثير من الباحثين على دراسة العلاقة بين الطعام والاكتئاب، إلاَّ أنَّه لا تتوفَّر حتى الآن أدلَّةٌ كافية تشير إلى دور بعض الأطعمة في التخفيف من أعراض الاكتئاب.
بالمقابل، لا يمكن بأيِّ حال من الأحوال إغفال دور النظام الغذائي المتوازن في الحفاظ على الصحَّة العامة.
تقول الدكتورة لين هاربوتل، استشارية علم التغذية في مؤسَّسة الخدمات الصحية والاجتماعية بمدينة جيرنسي بإنكلترا: "إنَّ الشيء الأكثر أهمية هو تناول الطعام بانتظام، وأن تحتوي الوجبات اليومية على العناصر الغذائية الأساسية الضرورية لبناء الجسم والحفاظ على صحَّته".
يمكن للوجبات المحتوية على النشويات، مثل الرز والمعكرونة، مع وفرة من الفواكه والخضروات وبعض الأطعمة الغنية بالبروتين، كاللحوم والأسماك والبقوليات ومنتجات الألبان (والتي لا تحتوي على الكثير من الدهون أو الملح أو السكاكر)، أن تزوِّد الجسمَ بجميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها.
هناك العديد من الإجراءات البسيطة التي يمكن من خلالها للمرء أن يحسِّنَ من أسلوب حياته الغذائي. ولكن لابدَّ من للمريض الذي يعاني من اكتئاب شديد، ويفتقد أيَّة رغبة في تسوُّق الأطعمة أو تحضيرها، من مراجعة طبيبه ومناقشة وسائل المعالجة والدعم الممكنة.
تناول وجبات منتظمة. يجب تناولُ ثلاث وجبات طعام يومياً، بما في ذلك وجبةُ الفطور. يساعد طعامُ الفطور على منح الشخص الطاقة الضرورية للقيام بالأنشطة اليومية. يمكن أن نبدأ يومنا بوعاء من حبوب القمح الكاملة، مع بعض شرائح الموز وكأس من عصير الفواكه. ولدى الشعور بالجوع بين الوجبات الرئيسية، يمكن تناولُ وجبات صحِّية خفيفة، مثل قطعة من الفواكه.
الإكثار من تناول حبوب القمح الكاملة، والفواكه، والخضروات، والفول والعدس والبندق. تعدُّ تلك الأطعمة غنيةً بالفيتامينات والمعادن.
تضمين بعض البروتينات في كلِّ وجبة. يعدُّ البروتين ضرورياً للنمو وترميم الجسم. نجد البروتينات في اللحوم والسمك والبيض والحليب والجبن والعدس والفول.
تجنُّب العطش. نحتاج إلى تناول 1.2 لتر من السوائل يومياً، وذلك لتعويض ما نفقده منها وتجنُّب الإصابة بالتجفاف. يمكن لحالة تجفاف بسيطة أن تسبِّب تعكُّرَ المزاج. تتضمَّن بعض أعراض التجفاف نقصَ الطاقة والشعور بخفَّة الرأس.
الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية بجميع أنواعها. يزداد ضررُ المشروبات الكحولية عند المرضى الذين يتعاطون مضادَّات الاكتئاب.
عندَ اتِّخاذ القرار بتعديل وتحسين النظام الغذائي، يجب وضعُ أهداف منطقية وقابلة للتحقيق. كما يُحذَّر من اتِّباع الأنظمة الغذائية الشديدة التي قد لا تكون متوازنة غذائياً.  وبدلاً من ذلك، يمكن إدخالُ تعديلات بسيطة على النظام الغذائي الحالي للشخص. أمَّا في حالة الرغبة بإدخال تعديلات جذرية على النظام الغذائي، فمن الأفضل استشارة الطبيب بخصوص ذلك، والذي قد يقوم بدوره بإحالة الشخص إلى اختصاصي تغذية.
تتوفَّر العديدُ من الخيارات العلاجية لحالات الاكتئاب، بما في ذلك المعالجاتُ الحوارية السلوكية، وتناول مضادَّات الاكتئاب، أو غير ذلك.
في حال شعر المريض بتعكُّر المزاج لأكثر من أسبوعين، ينبغي عليه استشارة 

كيفية السيطرة على الغضب

الغضبُ هو انفعالٌ طبيعي وصحِّي. ولكن يمكن أن يكونَ التعاملُ مع الغضب مشكلةً بالنسبة لكثير من الناس، الذين يجدون صعوبةً في إبقاء غضبهم تحت السيطرة.
في دراسةٍ حديثة لمؤسَّسة الصحَّة النفسية Mental Health Foundation، قال 28٪ من البالغين إنَّهم يشعرون بالقلق حول الغضب الذي يشعرون به أحياناً، وقال 32٪ منهم إنَّ لديهم صديقاً أو قريباً يعاني من مشاكل في التعامل مع الغضب.
تشتمل القضايا الصحِّية المرتبطة بالغضب المستمرِّ على ارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية، والاكتئاب، والقلق، ونزلات البرد والأنفلونزا، ومشاكل الهضم.
لكن لا يجب أن يكونَ الغضبُ مشكلة، حيث لا بدَّ من السيطرة عليه، ويتحمَّل الشخصُ مسؤوليةَ ذلك.

التعامل مع الغضب
كلُّ شخص لديه ردَّة فعل جسديَّة تجاه الغضب. لذلك، يجب الانتباهُ لاستجابة الجسم عندَ الغضب، واتِّخاذُ خطوات للتهدئة باستمرار:
● التعرُّف إلى علامات الغضب
ينبض القلبُ بشكل أسرع، كما يتسرَّع النَّفَسُ، ويتحضَّر الشخص للتصرُّف. وقد تُلاحَظ علامات أخرى أيضاً، مثل التوتُّر أو الشدِّ في الكتفين أو انقباض القبضتين؛ فإذا لاحظ الشخصُ هذه العلامات، يجب أن يخرجَ من المكان الذي هو فيه إذا كان لديه تاريخٌ من فقدان السيطرة.
● العدُّ إلى 10.
يوفِّر ذلك الوقتَ للتهدئة بحيث يمكن أن يفكِّرَ الشخصُ بشكل أكثر صفاءً، ويتغلَّب على الدافع إلى التصرُّف.
● التنفُّس ببطء
يجب القِيامُ بزفيرٍ لمدَّة أطول من الشهيق، مع الاسترخاء خلال الزفير؛ فالشخصُ يقوم بالشهيق بشكل تلقائي أكثر من الزفير عندما يشعر بالغضب، ولذلك ينبغي فعلُ العكس؛ فهذا سوف يجلب التهدئةَ على نحو فعَّال، ويساعد على التفكير بشكل أكثر صفاءً.

ضبطُ الغضب على المدى الطويل
عندما يصبح الشخصُ قادراً على التعرُّف إلى علامات الغضب، يمكنه تَهدئة نفسه، والبدء بالبحث عن وسائل شاملة للسيطرة على غضبه:
● ممارسة التمارين
يمكن خفضُ مستويات الشدَّة والتوتُّر بممارسة التمارين الرياضية والاسترخاء. ويعدُّ الجريُ والمشي والسباحة واليُوغا والتأمُّل من الأنشطة التي يمكن أن تساعدَ على الحدِّ من التوتُّر؛ فممارسةُ التمارين الرياضية كجزءٍ من الحياة اليومية هي وسيلة جيِّدة للتخلُّص من الانزعاج والغضب.
● الاعتناء بالنفس
يمكن تخصيصُ وقت للاسترخاء بشكلٍ منتظم، وضمانُ الحصولِ على قدرٍ كافٍ من النوم. ولكنَّ معاقرةَ المخدِّرات والكحول تجعل مشاكلَ الغضب أسوأ، حيث تُنقِص الضوابطَ التي نحن بحاجة إليها لمنعنا من التصرُّف بشكلٍ غير مقبول ونحن غاضبون.
● ممارسة الهوايات
يمكن للكتابة والرسم أو أيِّ عمل إبداعي أن يقلِّلَ من التوتُّر، ويساعد على الحدِّ من مشاعر الغضب.
● النقاش حولَ موضوع الغضب
يمكن أن تكونَ مناقشةُ المشاعر مع صديق مفيدةً، حيث قد يساعد ذلك على الحصول على وجهة نظر مختلفة عن الوضع.

إلقاء نظرة على طريقة التفكير
لابدَّ من محاولة التخلِّي عن أيَّة وسائل غير مفيدة للتفكير، مثل أفكار "هذا ليس عدلاً"، أو "الناس من هذا القبيل لا ينبغي أن يكونوا على الطُّرُق"، حيث يمكن أن تجعلَ هذه الأفكارُ الغضبَ أسوأ.
إنَّ التفكيرَ بمثل هذه الطريقة يُبقي الشخصَ مركِّزاً على كلِّ ما يجعله غاضباً. لذلك، يجب السعيُ إلى التخلُّص من هذه الأفكار، ممَّا يجعل التهدئةَ أسهل.
لا تستخدم العبارات التي تشتمل على ما يلي:
● دائماً (على سبيل المثال، عليك أن تفعلَ ذلك دائماً).
● أبداً (أنت لا تستمع لي أبداً).
● يجب أن/يجب ألاَّ ("يجب أن تفعَل ما أريد" أو "ينبغي ألاَّ تكون على الطُّرُق").
● ينبغي أن/ينبغي ألاَّ ("ينبغي أن أصلَ في الوقت المُحدَّد" أو "ينبغي ألاَّ أتأخَّر").
● ليسَ من العدل.

الحصولُ على المساعدة
إذا كان الشخصُ يشعر بأنَّه بحاجة إلى المساعدة للتعامل مع الغضب، لابدَّ من مراجعة الطبيب؛ فقد تكون هناك دوراتٌ للتعامل مع الغضب، أو طلب المشورة.

الصيام والصحة النفسية

رمضان دورةٌ مكثَّفة للصفاء والتوافق النفسي. وإذا كانت المدارسُ النفسية المعاصرة تبحث عن هذا الصفاء والسكون بدوراتها الكثيرة في الاسترخاء والتعامل مع الضغوط، فإنَّ مدرسةَ رمضان دورةٌ إسلامية متكاملة.
وبعدَ الاجتهاد في حصر عناصر هذا الصفاء والسكون في رمضان، بلغة علم النفس المعاصر، كانت كالتالي:
- تنشيط القوَّة الروحية.
- الروحانية والخشوع.
- الاسترخاء والتأمل .
- القدرة على ضبط الذات.
- التواصل الاجتماعي.

إنَّ هناك أمراً بدأ كثيرٌ من الباحثين الحديثَ عنه، وإن كانوا لا يدرون ما حقيقته! لكنَّهم متأكِّدون من وجوده!!. إنَّهم يتحدَّثون عن أمر خفيٍّ وسرٍّ عجيب، يطرأ على الإنسان وتظهر آثارُه عليه، فيمنحه القوَّةَ والراحة والسكينة.
إنَّها "القوَّة الروحانية" في الإنسان، شيءٌ آخر غير البدن وغير النفس، وهي أيضاً شيءٌ آخر غير المعجزات والكرامات، فهذه الخوارقُ ليست متاحةً لكلِّ أحد، لكنَّ هذه القوَّةَ متاحةٌ لكلِّ الناس، لكلِّ من يريدها ويطلبها ويبحث عنها، إنَّها قوَّةٌ روحية خلقها اللهُ تعالى في كلِّ واحد منا، بل وربَّما في كل ذرَّة منه!
وقد استخدمت تعبيرَ "القوَّة الروحية" لأنِّي أريد أن أُدخِلَ هذا المصطلحَ في الطبِّ، فالدينُ جزءٌ من الإنسان، وإن حاولت الحضارةُ الغربية المادِّية المعاصرة أن تقنعَنا بغير ذلك! لأنَّها كانت تظنُّ فيما سبق أنَّ هذه القوَّةَ ليست خاضعةً لقوانين العلم التجريبي، فهي لا تُقاس ولا تُرى، غير أنَّ الدراساتِ المتكاثرة بدأت تُثبِت الآن أنَّه يمكن قياس آثارها على صحَّة الإنسان ونفسيَّته.
وقد أُجرِيت في السنوات العشرين الأخيرة في الغرب عشراتُ الدراسات حولَ هذه القوَّة الروحانية الإيمانية؛ وصاروا يطلقون عليها أسماء مختلفة: فتارة القوَّة الروحانية  Spiritual power، أو القوَّة الإيمانية Faith power، وأحياناً يُسمُّونها القوَّة الدينية Religious power.
وخلاصةُ هذه الدراسات، التي أُجريَ معظمُها على غير المسلمين، أنَّ القوَّةَ الروحانية تفيد الجسمَ عبر عدَّة طرق، فهي:
    تمنحك الطمأنينةَ والسكينة والاسترخاء والاستقرار النفسي والتوافق.
    ترفع من قدرتك على تحمُّل ضغوط الحياة، والتكيُّف مع المصائب والنوازل والكوارث.
    تحبسك عن كثيرٍ من السلوكيَّات الضارَّة بالصحَّة، كالتدخين والخمر والزنا.
    تعدِّل من نظرتك وأسلوبك في التفكير نحو الأحداث والأشخاص والأشياء التي حولك.
وإنَّ لهذه الآثار وغيرها أثراً قوياً في صحَّة الجسم وتقوية مناعته.

الروحانية والخشوع 

يا لروحانيَّة رمضان!
ألستَ تجد في رمضان أُنساً وراحة وهدوءاً!، ألست ترى نفسَك أقرب إلى جزئك الروحاني السماوي!
فأنت تقترب أكثرَ من ربِّك، وتغمرك الروحانية، وتواظب على الصلوات المفروضة، وتُقبِل على صلاة رمضان الخاصَّة العجيبة، أعني صلاة التراويح. وأنت تُكثِر من قراءة القرآن، وربَّما تختمه عدَّةَ مرات.
إنَّ في هذه العبادات والقرب من الله تعالى قوَّةً حقيقية، تسمو بالإنسان وتزكِّيه، وتخفِّف من التوتُّر الذي يشغله، وتربطه بقوَّة الله العلوية، فيشعر بالأمان النفسي ويمتلئ قلبُه بالاطمئنان.
ما الاستقرارُ النفسي الذي يبحث عنه أطبَّاء النفس وعلماؤها؟ إنَّه التوافقُ بين الإنسان ومن حوله وما حوله، وهذا بالضبط ما تؤدِّيه العبادات، إنَّها ترقِّق من نفسية المرء، وتجعل توافقه مع ما حوله أيسرَ وأسهل. وللأسف، فإنَّ كثيراً من علماء النفس المعاصرين لا يعترفون بهذه القوَّة الإيمانية، لكن ما لنا ولهم!

الاسترخاء والتأمل  

الاسترخاءُ علمٌ قائم بذاته، واشتُهر كثيراً في السنوات الأخيرة، حين وجدت الدراساتُ فيه فوائد كثيرة، وهي وإن كانت مؤقَّتة، لكن مع مداومة الاسترخاء يصبح لها حكم الاستمرار والدوام.
وطرقُ الاسترخاء في الطبِّ النفسي كثيرة، أكثرها مادِّي بحت، ودخل فيها مؤخَّراً طرقُ استرخاءٍ روحانية، لكن للأسف فأكثرها نصراني أو وثني.
لكن مالنا ولهم!
نعم نأخذ ما يناسبنا من الاسترخاء المادي، أمَّا الاسترخاءُ الروحي فمن عنده عيون الماء الجارية، لا يسأل السقاة!
إنَّ قراءةَ القرآن والاعتكاف وصلاة الليل الخاشعة والذكر، كلُّها طرقُ استرخاء سنَّها النبيُّ الكريم محمَّد بن عبد الله عليه أزكى سلام وصلاة، وطبَّقها من بعده المسلمون على مرِّ العصور، وهي لا تزال وستبقى صالحةً للتطبيق لكلِّ مسلم ومسلمة.

القدرة على ضبط الذات 

يتميَّز رمضانُ والصيام عموماً بدرجة من القدرة على ضبط الذات كبيرة، وهناك مدارس نفسيَّة ترى أنَّ الاستقرارَ النفسي يحصل عبر القدرة على ضبط الذات Self discipline.
لكن لماذا يفقد بعضُ الصائمين أعصابَهم في رمضان؟؟
بيَّنت بعضُ الدراسات أنَّ معدَّلَ التوتُّر والعصبية يزيد في رمضان لدى بعض الصائمين، وهذه النتائجُ متوافقةٌ مع الملاحظات الواقعية المشاهدة.
دراسات التوتر والعصبية
الدراسة
النتيجة
قادري 2000
[على 100 رجل في المغرب  نصفهم مدخِّنون]
معدَّل التوتُّر والعصبية زاد في رمضان، وخاصَّة في نهاية الشهر, وكانت في المدخِّنين أكثرَ من غير المدخِّنين.
زاد معدَّل القلق.
زاد معدَّلُ استهلاك القهوة والشاي أيضاً.
روكي Roky  2000
على 10 صائمين في المغرب: تعكُّر المزاج الساعة 4 عصراً.
إينيغرو Ennigrou 2001
في تونس على 84 شخصاً: 20 شعروا بتوتُّر وعصبية.
لكن ما السبب؟. ربَّما يعود هذا لعدَّة مسبِّبات، منها:
اختلال نظام النوم وتغيُّر العادة ونظام الحياة اليومي: وقد يكون هذا أبرزَ الأسباب، خاصَّة أنَّه مُثبَت علمياً. وقد يؤثِّر في نفسيَّات بعض الناس، ممَّن لم يتمكَّنوا من التأقلم بسرعة كافية.
الجوع والعطش الذان يؤدِّيان إلى نقص الغلوكوز في الدم وإلى التجفاف، ممَّا يجعل معدَّل تحمُّل الإنسان للاستثارات الخارجية أضعف.
التعوُّد على المنبِّهات كالشاي والقهوة والتدخين: خاصَّة أنَّ إحدى الدراسات أشارت إلى أنَّ التوتُّر والعصبية كانا أكثر لدى المدخِّنين من غير المدخِّنين.
إنَّ رمضانَ قد يكون شاقاً على من لم يُفعِّل القوَّةَ الروحانية، لأنَّ رمضان حينئذ سيكون موسمَ تجويع وحرمان لا غير! فنقصُ الغذاء عن الإنسان يصيبه بالتوتُّر. وإذا لم يدفع هذا بقوَّة روحانية إيمانية تخفِّف عنه وتهدِّئه، فإنَّ النتيجة المتوقَّعة هي التوتُّر والعصبية.
ولما كان هذا التوتُّرُ والعصبية وسرعة الانفعال في رمضان سلوكاً له أصله العضوي الفيزيولوجي، تعاملت معه الشريعةُ بواقعية، وطلبت من الصائم أنَّ يخفِّف منه برفع مستوى القدرة على ضبط الذات، باستخدام كلمات ذات قوَّة تأثير قوية، وهي قول الصائم "إنِّي امرؤ صائم"!

التواصل الاجتماعى 
يكثر في رمضان التواصلُ بين أفراد الأسرة الواحدة، الوالدين والأبناء، ومع الأقارب والأصدقاء. وهذا التواصلُ الاجتماعي له أثره الكبير في التوافق النفسي مع الآخرين، وهو جزءٌ مهمٌّ في منظومة الاستقرار النفسي، بل إنَّ بعضَ المدارس النفسية تبني فلسفتَها بالكامل على هذا التواصل الاجتماعي، ولها رواجٌ كبير هذه الأيَّام، وهي مدرسة العلاقات بين الأشخاص interpersonal school.

اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع

 المجموعة ( ب ) من اضطرابات الشخصية
ووصف أصحاب هذه الشخصيات بأنهم انفعاليون وعاطفيون ومتقلبو الأطوار .
تضم هذه المجموعة اضطرابات الشخصية التالية :اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ، اضطراب الشخصية الحدية ، اضطراب الشخصية الهستيرية ، اضطراب الشخصية النرجسية .

301.7 اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع Antisocial PD :
نمط شامل من الاستهانة بحقوق الآخرين وانتهاكها , يحدث منذ سن الخامسة عشرة , كما يتبين في ثلاثة (أو أكثر) مـما يـلـي :
1- العجز عن الامتثال للمعايير الاجتماعية المتعلقة بالسلوكيات الجائزة قانونيا . يتجلى ذلك في تكراره لأفعال تضعه تحت طائلة القانون .
2- الغش والخداع , كما يتجلى في تكرار الكذب , واتخاذ أسماء مستعارة , والاحتيال على الآخرين لمأربه الخاصة أو متعته الشخصية .
3- الاندفاعية والعجز عن التخطيط للمستقبل .
4- النزق والعدوانية , كما يتمثلان في تكرار الشجار أو الاعتداء البدني .
5- التهور والاستهانة بسلامة الذات وسلامة الآخرين .
6- انعدام المسؤولية , كما يتمثل في العجز المتكرر عن الدوام على سلوك وظيفي قويم , والعجز المتكرر عن الوفاء بالتزاماته المالية .
7- عدم استشعار الندم على ما يقترف , كما يتجلى في عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين وتبرير إيذائهم وإساءة معاملتهم والسرقة منهم .
8- يكون في الثامنة عشرة من العمر على الأقل .
9- هناك أدلة على وجود اضطراب السلوك Conduct Disorder الذي بدأ حدوثه قبل سن الخامسة عشرة .
10- لا يحدث هذا السلوك المضاد للمجتمع على وجه الحصر إثناء المسار المرضي للفصام أو إثناء نوبة هوس .
فما هو الجناح ( اضطراب السلوك ) ؟
يوصف الجناح لدى الإحداث أو الأطفال تحت سن التكليف القانوني (18سنة) الذين يخرجون على القانون والقواعد والتقاليد بمسالك عدوانية وتخريبية ، وعدم مراعاة حقوق الآخرين إلا أن اضطراب المسلك غالبا مايشخص قبل سن 18 إما بعدها فيكون في إطار السلوك المضاد للمجتمع . ويقع هذا الاضطراب في أربع مجموعات أساسية هي :
1- السلوك العدواني الذي يسبب أذى أو تهديد للآخرين وللحيوانات .
2- والسلوك غير العدواني الذي يسبب فقدان أو خسارة.
3- وسلوك الاحتيال والخديعة أو السرقة.
4- والخروج المتعمد على القوانين والقواعد المرعية .
وينبغي أن تكون هذه المظاهر دائمة الحدوث قبل سنة من التشخيص مع ظهور سلوك واحد على الأقل قبل ستة أشهر ، مع التأكيد على ضرورة أن تكون سببا في إحداث خلل في العلاقات الاجتماعية والمجال التعليمي والعمل .
أسباب الاضطراب :
لا يوجد عامل واحد يسبب اضطراب المسلك ولكن تسهم العديد من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية في ظهور وتطور هذا الاضطراب .
العوامل الوالدية :
أن القسوة والعقوبة المصحوبة بعدوان لفظي وبدني شديد من جانب الأبوين تؤدي إلى حدوث وتطور السلوك العدائي غير ألتكيفي لدى الأطفال ، وتشوش الحياة الأسرية في المنزل غالبا مايصاحبها سلوك مضطرب وجناح لدى الأطفال ، ويشكل الطلاق عامل خطورة في حدوث جناح الأطفال واستمرار الشجار والنزاع بين الأبوين المطلقين يؤدي إلى تزايد احتمال حدوث الجناح والسلوك غير ألتكيفي ، فضلا عن وجود مشاكل من قبيل الإمراض النفسية لدى الأبوين والإساءة للطفل والحرمان والسيكوباتية والإدمان ، وخاصة إدمان الكوكايين الذي يؤدي إلى نقل عدوى الايدز (مرض نقص المناعة المكتسب) حيث يؤدي إلى إهمال الأبناء والإساءة إليهم وتهيئة المناخ لظهور السلوك التخريبي والجناح .
وتشير الدلالات الإكلينيكية إلى أن مثل هؤلاء الأطفال يسلكون لاشعوريا ما يرغبه الإباء من سلوك منحرف وجانح ، فعلة الجناح تأتي من أبوين غير مسئولين ، يكسبون أبناؤهم مسالك منحرفة وشاذة ، فضلا عن قصور في الرعاية التي تجعل لغة الطفل وسلوكه بذيئا بمعنى تكون شخصية الطفل باحثة عن اللذة مرهونة بالنرجسية ولا تضع الأخر في الحسبان فهي تسعى فقط لإشباع حاجاتها المتدنية بصرف النظر عن القيم والقوانين والعادات والأعراف الاجتماعية .
وهذا يكون نتيجة لقصور حاد في البنية الأخلاقية التي تنظم السلوك .
2- العوامل الاجتماعية الثقافية :
يشكل الحرمان الاقتصادي الاجتماعي عامل خطورة لإحداث هذا الاضطراب ، فبطالة الإباء وفقدان شبكة الدعم الاجتماعي وعدم وجود أدوات اجتماعية ايجابية تسهم إلى حد كبير في ظهور جنوح الأطفال وانخراطهم في المسالك التخريبية وتعاطي المخدرات في سن مبكرة . كما إن انتشار العاب الفيديو والانترنت تشكل عامل خطورة في إطار التعلم بالنموذج حيث تبث مؤسسات وجماعات منحرفة كل النماذج التي تدمر البنية الأساسية للأخلاق البشرية والسلوك القويم

اضطراب الشخصية فصامية النمط( شبه الفصاميه)


أن السمة الرئيسية في هذا الاضطراب هي نمط سائد من الشذوذ والغرابة في التفكير والمظهر والسلوك. إضافة للقصور في العلاقات الشخصية مع الآخرين. توجد بعض الدلائل على أن هذا الاضطراب يكثر في أقرباء الدرجة الأولى للمرضى الفصاميين وغالبا ماتتأذى الوظيفتان الاجتماعية والمهنية .
يستدل عليه بما يلي :
نمط شامل من العجز الاجتماعي و البينشخصي , يتميز بالضيق الشديد من العلاقات الحميمة ونقص القدرة عليها , ويتميز ذلك بتحريفات معرفية وإدراكية وشذوذات سلوكية , تبدأ في مرحلة الرشد المبكرة , وتتمثل في العديد من السياقات , كما يتبين في أربعة (أو أكثر) مـما يـلـي :
1- أفكار الإشارة Ideas Of Reference (لا تشمل ضلالات الإشارة ) ( الاعتقاد بأنة مقصود بكذا وكذا).
2- اعتقادات غريبة وتفكير سحري يتحكم في سلوك المريض ولا يتسق مع معايير شريحته الثقافية (مثل: الخرافات والاعتقاد بالجلاء البصري , أو التخاطر Telepathy أو " الحاسة السادسة " ؛ وبالنسبة للأطفال والمراهقين : خيالات أو انشغالات ذهنية عجيبة) .
3- خبرات إدراكية غير عادية بما فيها الخداع الحسي الجسدي .
4- غرابة التفكير والكلام (مثل : غامض , يستغرق في تفاصيل غير ضرورية , استعاري (مجازي) , مفرط التعقيد).
5- الشك والتفكير البارانوي .
6- عدم ملائمة العواطف أو تقلصها .
7- غرابة أو شذوذ في السلوك أو المظهر .
8- الافتقار إلى الأصدقاء الحميمين أو الخلصاء عدا أقارب الدرجة الأولى .
9- القلق الاجتماعي الزائد الذي لا يخففه الاعتياد , والذي يقترن بالمخاوف البارانوية أكثر مما يقترن بالإحكام السلبية عن النفس .
لا يحدث الاضطراب على وجه الحصر إثناء المسار المرضي للفصام , أو اضطراب المزاج المصحوب بمظاهر ذهانية , أو اضطراب ذهاني أخر , أو اضطراب نمائي شامل .
مـلاحـظـة : إذا توافرت هذه المعايير قبل حدوث مرض الفصام أضف : "سابق على المرض " premorbid , مثل : " اضطراب الشخصية فصامية النمط (سابق على المرض )" .
المظاهر المرافقة :
يبدي المصابون بهذا الاضطراب نوبا ذهانية عابرة خلال فترات التعرض للشدائد.
المسببات :
أن اضطراب الشخصية من النمط الفصامي مرتبط بالفصام، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار الدراسات المجرأة على التوائم والعائلات والأطفال بالتبني.
الـمـعـالـجـة :
1_ تحاول المعالجة الدينمية النفسية تأسيس علاقات مساعدة يكون فيها التشجيع والنصح مقبولين.
2_ تشكل إعادة التأهيل المهني والاجتماعي ركائز أساسية في المعالجة بسبب العجز الوظيفي عند هؤلاء المرضى

اضطراب الشخصية الشيزويدية (الفصامية )


وتتمثل مظاهرها المرضية في العزوف عن الآخرين والعمل منفردا وعدم الانشغال بالأمور المعيشية وعدم الاهتمام بنظرة الآخرين إلية مع تفضيله للعزلة والانشغال الذاتي بالأشياء. مع عدم انشغاله بالمديح أو النقد من الآخرين مع تسطح المشاعر. أن السمة الرئيسة في هذا الاضطراب ، هي نمط سائد من البرود واللامبالاة تجاه العلاقات الاجتماعية، والمجال الضيق للتجارب العاطفية والتعبير عنها. يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الرشد المبكرة، وتظهر في سياق العديد من التصرفات. يعرف هذا الاضطراب أيضا بالشخصية الانطوائية.
كما يتبين في أربعة (أو أكثر) مـما يـلـي :
1- لايرغب ولا يجد متعه في العلاقات الحميمة , بما في ذلك أن يكون عضوا في أسرة .
2- يتخير الأنشطة الانفرادية بشكل شبه دائم .
3- قليل الاهتمام , أو غير مهتم على الإطلاق , بان تكون له علاقة جنسية مع شخص أخر .
4- لا يجد متعة , أن وجد على الإطلاق , إلا في بضعة أنشطة قليلة .
5- يفتقر إلى الأصدقاء الحميمين أو الخلصاء عدا أقارب الدرجة الأولى .
6- يبدو غير مكترث بثناء الآخرين أو نقدهم .
7- يبدي برودا انفعاليا أو انفصالا أو تسطحا في العواطف .
لا يحدث الاضطراب على وجه الحصر إثناء المسار المرضي للفصام , أو اضطراب المزاج المصحوب بمظاهر ذهانية , أو اضطراب ذهاني أخر , أو اضطراب نمائي شامل , وليس ناتجا عن التأثيرات المباشرة لحالة مرضية جسمية عامة .
مـلاحـظـة : إذا توافرت هذه المعايير قبل حدوث مرض الفصام , أضف "سابق على المرض" premorbid , مثل : " اضطراب الشخصية الشيزويدية (سابق على المرض)" .
المظاهر المرافقة :
أن الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب عاجزون عن إظهار عدوانيتهم وعدم وديتهم فهم يفتقرون للمهارات الاجتماعية . كما أنهم مقيدون من الناحية الاجتماعية ولديه عجز في الوظيفة المهنية...
الـمـسـبـبـات :
1_دور الاستعداد الوراثي غير معروف.
2_ الطفولة التي تتصف بالحرمان العاطفي.
الـمـعـالـجـة :
1_يتوجب على المعالج أن يحاول تأسيس علاقة موجهة ديناميا نفسيا تقبل فيها النصيحة والتشجيع قبولا حسنا.
2_ قد تفيد الأدوية المضادة للذهان حين ظهور مظاهر شبيهة بالذهان، وتفيد الأدوية المضادة للاكتئاب إذا ظهرت إعراض الاكتئاب أو القلق.

301.22 اضطراب الشخصية فصامية النمط( شبه الفصاميه)Schizotypal PD
أن السمة الرئيسية في هذا الاضطراب هي نمط سائد من الشذوذ والغرابة في التفكير والمظهر والسلوك. إضافة للقصور في العلاقات الشخصية مع الآخرين. توجد بعض الدلائل على أن هذا الاضطراب يكثر في أقرباء الدرجة الأولى للمرضى الفصاميين وغالبا ماتتأذى الوظيفتان الاجتماعية والمهنية .
يستدل عليه بما يلي :
نمط شامل من العجز الاجتماعي و البينشخصي , يتميز بالضيق الشديد من العلاقات الحميمة ونقص القدرة عليها , ويتميز ذلك بتحريفات معرفية وإدراكية وشذوذات سلوكية , تبدأ في مرحلة الرشد المبكرة , وتتمثل في العديد من السياقات , كما يتبين في أربعة (أو أكثر) مـما يـلـي :
1- أفكار الإشارة Ideas Of Reference (لا تشمل ضلالات الإشارة ) ( الاعتقاد بأنة مقصود بكذا وكذا).
2- اعتقادات غريبة وتفكير سحري يتحكم في سلوك المريض ولا يتسق مع معايير شريحته الثقافية (مثل: الخرافات والاعتقاد بالجلاء البصري , أو التخاطر Telepathy أو " الحاسة السادسة " ؛ وبالنسبة للأطفال والمراهقين : خيالات أو انشغالات ذهنية عجيبة) .
3- خبرات إدراكية غير عادية بما فيها الخداع الحسي الجسدي .
4- غرابة التفكير والكلام (مثل : غامض , يستغرق في تفاصيل غير ضرورية , استعاري (مجازي) , مفرط التعقيد).
5- الشك والتفكير البارانوي .
6- عدم ملائمة العواطف أو تقلصها .
7- غرابة أو شذوذ في السلوك أو المظهر .
8- الافتقار إلى الأصدقاء الحميمين أو الخلصاء عدا أقارب الدرجة الأولى .
9- القلق الاجتماعي الزائد الذي لا يخففه الاعتياد , والذي يقترن بالمخاوف البارانوية أكثر مما يقترن بالإحكام السلبية عن النفس .
لا يحدث الاضطراب على وجه الحصر إثناء المسار المرضي للفصام , أو اضطراب المزاج المصحوب بمظاهر ذهانية , أو اضطراب ذهاني أخر , أو اضطراب نمائي شامل .
مـلاحـظـة : إذا توافرت هذه المعايير قبل حدوث مرض الفصام أضف : "سابق على المرض " premorbid , مثل : " اضطراب الشخصية فصامية النمط (سابق على المرض )" .
المظاهر المرافقة :
يبدي المصابون بهذا الاضطراب نوبا ذهانية عابرة خلال فترات التعرض للشدائد.
المسببات :
أن اضطراب الشخصية من النمط الفصامي مرتبط بالفصام، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار الدراسات المجرأة على التوائم والعائلات والأطفال بالتبني.
الـمـعـالـجـة :
1_ تحاول المعالجة الدينمية النفسية تأسيس علاقات مساعدة يكون فيها التشجيع والنصح مقبولين.
2_ تشكل إعادة التأهيل المهني والاجتماعي ركائز أساسية في المعالجة بسبب العجز الوظيفي عند هؤلاء المرضى

أنواع اضطرابات الشخصية

على الرغم من اختلاف معاير التشخيص الأوربية ICD -10 عن معاير التشخيص الأمريكية DSM-4 في طريقة تصنيف الإضطرابات الشخصية الا انهما يكادا لا يختلفان إلا قليلاً في تحديد أنواعها ، ولما كانت المعايير الأمريكية في التصنيف تميل إلى السهولة في العرض لذا سأذكر هذه المعايير في عرض أنواع اضطرابات الشخصية.
تصنف اضطرابات الشخصية وفق المعايير الأمريكية الى ثلاث مجموعات ، ولكل منها خصائص تميزها عن الأخرى وهي :
-I) الـمـجـمـوعـة أ:
ووصف أصحاب هذه الشخصيات بالبرود والغرابة والشكوك.
تضم هذه المجموعة كلا من اضطرابات الشخصية التالية (اضطراب الشخصية الزورية ، اضطراب الشخصية الفصامانية ، اضطراب الشخصية من النمط الفصامي ).
301.0 اضطراب الشخصية البارانوية paranoid Personality Disorder :
أن السمة الرئيسية لهذا الاضطراب، هي ميل دائم ، وغير مبرر إلى تفسير تفسير تصرفات الناس على أنها تحط من قدرة أو تهدده عن قصد . يبدأ هذا الاضطراب في سن الشباب المتأخرة، ويظهر في سياق العديد من التصرفات . وتتمثل مظاهرها في الأفكار الاضطهادية تجاه المحيطين بالشخص وكثرة التذمر والشكوى من عدم تقدير الناس له مع حذره وتوجسه وعدم الثقة في الناس وتصلبه في مواقفه والشعور بالغرور والكبرياء والشك في إخلاص الزوج أو الزوجة أو المقربين.
ويستدل عليه بما يلي :
شك شامل في الآخرين وانعدام ثقة , بحيث يفسر دوافعهم تفسيرا سيئا , يبدأ منذ مرحلة الرشد المبكرة , ويتمثل في عديد من السياقات كما يتبين في أربعة (أو أكثر) مـما يـلـي :
1- يشك , دون أساس كاف , بان الآخرين يستغلونه ويؤذونه ويخدعونه.
2- منشغل بشكوك لا مبرر لها في إخلاص وولاء أصدقائه وزملائه.
3- لا يود أن يفضي بذات نفسه إلى الآخرين , بسبب خوفه الذي لا مبرر له من أن تستغل المعلومات التي يفضي بها استغلالا سيئا ضده .
4- يقرأ في الملاحظات البريئة والوقائع المأمونة معاني خبيئة من الاستهانة والتهديد .
5- يضمر أحقادا بصفة دائمة , أي لا يغتفر أي اهانة أو إساءة أو استخفاف .
6- يتصور اعتداءات على شخصه وعلى سمعته لا يراها الآخرون , ويسارع برد فعل غاضب أو بهجوم مضاد .
7- يبدي شكوكا متكررة , بلا مسوغ , في إخلاص زوجته أو رفيقته .
لا يحدث الاضطراب على وجه الحصر إثناء المسار المرضي للفصام , أو اضطراب المزاج المصحوب بمظاهر ذهانية , أو اضطراب ذهاني أخر ؛ وليس ناتجا عن التأثيرات الفسيولوجية المباشرة لحالة مرضية جسمية عامة .
مــلاحـظـة : إذا توافرت هذه المعايير قبل حدوث مرض الفصام , أضف " سابق على المرض " Premorbid مثل : " اضطراب الشخصية البارانوي (سابق على المرض)".
المظاهر المرافقة :
1_نادرا ما يطلب الزوريون المعالجة من تلقاء أنفسهم.
2_هذا الاضطراب أكثر شيوعا عند الرجال.
3_يتجنب الزوريون الصداقات الحميمة.
4_قد يكون الزوري محبا للخصام، مشاكسا، متزمتا، جامعا للاهانات.
5_غالبا مايعتبر الزوريون الحوادث المتفقه مع وجودهم في حالة ما، أو المصادفة لهم، أنها موجهة ضدهم شخصيا.
6_يقتصر الأذى عند هؤلاء المرضى على الحد الأدنى (السباب، الشكاوى للسلطات) لان المرضى الزوريون يدركون انه من المحكمة أن يحتفظوا بأفكارهم غير العادية لأنفسهم..
الـمـسـبـبـات :
1_إن الأسباب النوعية لهذا الاضطراب غير معروفة.
2_قد يؤدي ترافق سوء المعاملة والحرمان المبكر مع الاستعداد الوراثي إلى تطور الشخصية الزورية...
الـمـعـالـجـة :
1_يجب على المعالج أن يشرك المريض في صنع القرار لبناء علاقة علاجية موثوقة...
2_قد تفيد الأدوية النفسية ولا سيما الأدوية المضادة للذهان أو مضادات الاكتئاب لعلاج الخوف أو القلق أو الاكتئاب.
3_قد تكون المعالجة الجماعية صعبة لأنها قد تثير حساسية الشخص الزوري.

301.2اضطراب الشخصية الشيزويدية ( الفصاميه )
Schizoid Personality Disorder
وتتمثل مظاهرها المرضية في العزوف عن الآخرين والعمل منفردا وعدم الانشغال بالأمور المعيشية وعدم الاهتمام بنظرة الآخرين إلية مع تفضيله للعزلة والانشغال الذاتي بالأشياء. مع عدم انشغاله بالمديح أو النقد من الآخرين مع تسطح المشاعر. أن السمة الرئيسة في هذا الاضطراب ، هي نمط سائد من البرود واللامبالاة تجاه العلاقات الاجتماعية، والمجال الضيق للتجارب العاطفية والتعبير عنها. يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الرشد المبكرة، وتظهر في سياق العديد من التصرفات. يعرف هذا الاضطراب أيضا بالشخصية الانطوائية.
كما يتبين في أربعة (أو أكثر) مـما يـلـي :
1- لايرغب ولا يجد متعه في العلاقات الحميمة , بما في ذلك أن يكون عضوا في أسرة .
2- يتخير الأنشطة الانفرادية بشكل شبه دائم .
3- قليل الاهتمام , أو غير مهتم على الإطلاق , بان تكون له علاقة جنسية مع شخص أخر .
4- لا يجد متعة , أن وجد على الإطلاق , إلا في بضعة أنشطة قليلة .
5- يفتقر إلى الأصدقاء الحميمين أو الخلصاء عدا أقارب الدرجة الأولى .
6- يبدو غير مكترث بثناء الآخرين أو نقدهم .
7- يبدي برودا انفعاليا أو انفصالا أو تسطحا في العواطف .
لا يحدث الاضطراب على وجه الحصر إثناء المسار المرضي للفصام , أو اضطراب المزاج المصحوب بمظاهر ذهانية , أو اضطراب ذهاني أخر , أو اضطراب نمائي شامل , وليس ناتجا عن التأثيرات المباشرة لحالة مرضية جسمية عامة .
مـلاحـظـة : إذا توافرت هذه المعايير قبل حدوث مرض الفصام , أضف "سابق على المرض" premorbid , مثل : " اضطراب الشخصية الشيزويدية (سابق على المرض)" .
المظاهر المرافقة :
أن الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب عاجزون عن إظهار عدوانيتهم وعدم وديتهم فهم يفتقرون للمهارات الاجتماعية . كما أنهم مقيدون من الناحية الاجتماعية ولديه عجز في الوظيفة المهنية... 
الـمـسـبـبـات :
1_دور الاستعداد الوراثي غير معروف.
2_ الطفولة التي تتصف بالحرمان العاطفي.
الـمـعـالـجـة :
1_يتوجب على المعالج أن يحاول تأسيس علاقة موجهة ديناميا نفسيا تقبل فيها النصيحة والتشجيع قبولا حسنا.
2_ قد تفيد الأدوية المضادة للذهان حين ظهور مظاهر شبيهة بالذهان، وتفيد الأدوية المضادة للاكتئاب إذا ظهرت إعراض الاكتئاب أو القلق.

301.22 اضطراب الشخصية فصامية النمط( شبه الفصاميه)Schizotypal PD 
أن السمة الرئيسية في هذا الاضطراب هي نمط سائد من الشذوذ والغرابة في التفكير والمظهر والسلوك. إضافة للقصور في العلاقات الشخصية مع الآخرين. توجد بعض الدلائل على أن هذا الاضطراب يكثر في أقرباء الدرجة الأولى للمرضى الفصاميين وغالبا ماتتأذى الوظيفتان الاجتماعية والمهنية . 
يستدل عليه بما يلي :
نمط شامل من العجز الاجتماعي و البينشخصي , يتميز بالضيق الشديد من العلاقات الحميمة ونقص القدرة عليها , ويتميز ذلك بتحريفات معرفية وإدراكية وشذوذات سلوكية , تبدأ في مرحلة الرشد المبكرة , وتتمثل في العديد من السياقات , كما يتبين في أربعة (أو أكثر) مـما يـلـي :
1- أفكار الإشارة Ideas Of Reference (لا تشمل ضلالات الإشارة ) ( الاعتقاد بأنة مقصود بكذا وكذا).
2- اعتقادات غريبة وتفكير سحري يتحكم في سلوك المريض ولا يتسق مع معايير شريحته الثقافية (مثل: الخرافات والاعتقاد بالجلاء البصري , أو التخاطر Telepathy أو " الحاسة السادسة " ؛ وبالنسبة للأطفال والمراهقين : خيالات أو انشغالات ذهنية عجيبة) .
3- خبرات إدراكية غير عادية بما فيها الخداع الحسي الجسدي .
4- غرابة التفكير والكلام (مثل : غامض , يستغرق في تفاصيل غير ضرورية , استعاري (مجازي) , مفرط التعقيد).
5- الشك والتفكير البارانوي .
6- عدم ملائمة العواطف أو تقلصها .
7- غرابة أو شذوذ في السلوك أو المظهر .
8- الافتقار إلى الأصدقاء الحميمين أو الخلصاء عدا أقارب الدرجة الأولى .
9- القلق الاجتماعي الزائد الذي لا يخففه الاعتياد , والذي يقترن بالمخاوف البارانوية أكثر مما يقترن بالإحكام السلبية عن النفس .
لا يحدث الاضطراب على وجه الحصر إثناء المسار المرضي للفصام , أو اضطراب المزاج المصحوب بمظاهر ذهانية , أو اضطراب ذهاني أخر , أو اضطراب نمائي شامل .
مـلاحـظـة : إذا توافرت هذه المعايير قبل حدوث مرض الفصام أضف : "سابق على المرض " premorbid , مثل : " اضطراب الشخصية فصامية النمط (سابق على المرض )" .
المظاهر المرافقة :
يبدي المصابون بهذا الاضطراب نوبا ذهانية عابرة خلال فترات التعرض للشدائد.
المسببات :
أن اضطراب الشخصية من النمط الفصامي مرتبط بالفصام، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار الدراسات المجرأة على التوائم والعائلات والأطفال بالتبني.
الـمـعـالـجـة :
1_ تحاول المعالجة الدينمية النفسية تأسيس علاقات مساعدة يكون فيها التشجيع والنصح مقبولين.
2_ تشكل إعادة التأهيل المهني والاجتماعي ركائز أساسية في المعالجة بسبب العجز الوظيفي عند هؤلاء المرضى

اضطرابات الشخصية


المقدمة :
ترجع البدايات الأولى بدراسة الاضطرابات الشخصية إلى العالم الفرنسي ( بينيل ) الذي يعد أول من قدم مفهوم الخبل الغير مصحوب بضلالات والخبل الأخلاقي حيث يقدم المصطلح وصفاً لسلوكيات غير مناسبة في أشخاص غير مصابين بنقص أو قصور في الذكاء حيث استمر تطوير وتحديد ووصف اضطرابات الشخصية إلى ان جاء الإصدار الرابع من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الذي يحدد المحكات التشخيصية للاضطرابات الشخصية في ضوء أ أنماط الشخصية وليس سمات الشخصية وذالك لان نمط الشخصية يقدم وصفاً تجميعياً مطلقاً وحاسماً عن الملامح والصفات ..
.................................................. .................................................. ..............................
الشـخـصية:
هي الصورة المنظمة المتكاملة لسلوك الفرد، والتي تميزه عن غيره أي أنها عاداته وأفكاره واتجاهاته واهتماماته وأسلوبه في الحياة.
وعلى كل حال فإننا عندما نصف شخصيه فإننا نصفها على أساس من السمات التي تتجلى على صاحبها مثل البشاشة، التجهم، السخاء، الصدق، حب السيطرة...الخ ولا نستطيع إن نصف هذه الشخصية بهذه ألسمه إلا إذا كانت تميز سلوك شخص، والشخصية ليست مجموعة من السمات ولكنها نتاج التفاعل بين هذه السمات. 
وعلى سبيل المثال:
الشخص الذكي، النشيط، المتعاون، طيب القلب، ولكنه مستسلم إن مثل هذا الشخص يصلح لان يكون تابعا مخلصا.
وهكذا نجد إن اختلاف سمة واحده من السمات التي تميز الشخصية يؤدي إلى تغيير ألصوره النهائية للشخصية، إن الشخصية تمر في مراحل مختلفة من الطفولة وحتى النضج. وكثيرا نجدنا نتكلم عن الشخصية الناضجة وهو مايعني وجود تناسق في السمات التي تميزها بطبع علاقات الفرد بالناس بطابع السلوك الصحيح الذي يعينه على تحمل كافة المسئوليات، وتقبل التضحيات المختلفة في سبيل بناء أسرته أو مجتمعه.
مفهوم الشخصية المضطربة :
الشخصية المضطربة هي الشخصية التي تنطوي على خصائص معينه تسبب اضطراب توافق الفرد مع نفسه أو مع الآخرين ، مع شعوره بالمعاناة وعدم السعادة لوجود مثل هذا الاضطراب ونظرا لتشابه اضطرابات الشخصية مع العديد من الاضطرابات النفسية ، فقد لايرى الفرد انه يعاني من مشكلة مع خصائص شخصيته وبالتالي لايمكن تشخيص اضطراب الشخصية إلا إذا ماتسبب الاضطراب في شعور الفرد بالتعاسة والمعاناة أكثر من المعتاد ، وقد تسبب اضطرابات الشخصية المعاناة للمحيطين بالفرد وزملائه في العمل أو أطفاله أو زوجته وما إلى ذلك أكثر مما تسببه للفرد نفسه
ويغلب إن تبدأ مظاهر اضطرابات الشخصية في فترة المراهقة أو أبكر من ذلك ، وتستمر تلك المظاهر معظم فترة حياة البالغ ، علما انه قد يقل وضوحها في منتصف العمر أو الشيخوخة.

العوامل المسببة للمشاكل والاضطرابات الشخصية فهي:
1_ العوامل الوراثية.
2_ العوامل النفسية.
3_ العوامل الأسرية.
4_ العوامل البيولوجية.
أولا : العوامل الوراثية:
تشير الدراسات التي أجراها العلماء والباحثون في مجالي التربية وعلم النفس إن العوامل الوراثية تلعب دورا خطيرا في ظهور الاضطرابات الشخصية ، فقد أوضحت الدراسات التي أجراها العالم ( ديفيد روزنثال ) رئيس معمل علم النفس بالمعهد الوطني للصحة النفسية في الولايات المتحدة إن أقرباء الدرجة الأولى (الوالدين والإخوة والأبناء) يمكن إن تظهر بينهم اضطرابات الشخصية بمعدل الضعف بالمقارنة مع أقرباء الدرجة الثانية (الأجداد والأعمام والأحفاد) حيث تزداد احتمالية تعرض الإفراد لتلك المشكلات كلما زادت درجة القرابة بينهم.
وهناك العديد من العلماء الذين يمزجون بين عوامل الوراثة وعوامل البيئة كعوامل مترابطة ومتلازمة في كل مرحلة من مراحل نمو الفرد ، وهناك من يعتقد إن البيئة لايمكن إن تؤثر إلا على الإنسان الذي يحمل خصائص وراثية معينة.
كما أوضحت الدراسات التي أجراها كل من الباحثون بكلية الطب ( بجامعة بيل) الأمريكية (ليكمان و وايزمان و مريكانجر و بوليس و بروسوف) إن أقارب الدرجة الأولى لإفراد مصابين باضطرابات الاكتئاب أو الهلع هم أكثر عرضة للإصابة بتلك الاضطرابات.
كما اتضح من تلك الدراسات إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من بين(5 _17)سنة ، والتي تنتشر تلك الاضطرابات بين والديهم هم أكثر عرضة أيضا للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب والهلع مثل الوالدين تماما ، وان هناك علاقة وثيقة بين اضطرابات القلق والاكتئاب لدرجة إن حدوث احدهما يزيد احتمالية حدوث الأخر كما أجرى العالم ( أزنك وبريل) دراسات على التوائم (أحادي البيضة) و ( ثنائي البيضة) ، وقد أوضحت تلك الدراسات تزايد معدل حدوث تلك المشكلات الشخصية بين زوجي التوائم المتماثلة بحيث إذا أصيب احدهما بمشكلة ما فغالبا ما يصاب الأخر بها.
وعليه فقد أصبح واضحا إن العوامل الوراثية تلعب دورا أساسيا كمسببات للمشكلات الشخصية لدى الأطفال والمراهقين ، ورغم صعوبة تحديد مدى تأثير العوامل الوراثية ، فإن هناك بعض الإفراد قد تظهر عليهم استعدادات للإصابة بالقلق والاكتئاب كرد فعل للنظام البيئي الذي يعيشون فيه ، ومن المهم إن نأخذ في اعتبارنا إن الأطفال والمراهقين يحملون معهم خصائص واستعدادات وميولا معينة إلى النظام البيئي الذي يعيشون فيه ، وينبغي عدم اعتبارهم مجرد متلقين سلبيين لتأثير العوامل البيئية عليهم ، فهم يتأثرون بالبيئة ويؤثرون فيها.
إن معالجة هذه الحالات لدى الأطفال والمراهقين تتطلب دراسة شاملة لأحوالهم الأسرية بغية التعرف على مسببات تلك المشاكل وعلاجها.
ثانياًَ : العوامل النفسية :
يعتقد العديد من العلماء والمفكرين التربويين ، وفي المقدمة منهم العالم (فرويد) إن القلق يعتبر عاملاًَ أساسيا في حدوث المشكلات النفسية لدى الطفل خلال مراحل النمو ، من الميلاد وحتى الطفولة المبكرة ، حيث يواجه الطفل ضغوطاًَ مستمرة من الوالدين وغيرهم من إفراد الأسرة
المحيطين به، لكي يستطيع التكيف مع العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية وهم يسعون إلى كف غرائزه الأولية ومنع إشباعها الفوري.
إما الطفل فيحاول نتيجة تلك الضغوط كبت الغرائز غير المقبولة لدى الأسرة ، والتي غالبا ماتنطوي على رغبات جنسية وعدوانية ، بسبب تلك الضغوط المسلطة عليه إثناء عملية تدريبه وتنشئته الاجتماعية من قبل أسرته ، غير إن شدة تأثير وسيطرة تلك الغرائز على الطفل تحول دون كبتها بصورة تامة ، حيث تبقى ضاغطة على الطفل طلبا للإشباع ، وهذا مايؤدي إلى إن تصبح الغرائز مصدرا لتهديد بالظهور والإفصاح عن نفسها من وقت إلى أخر.
ويسود الاعتقاد لدى العلماء إن تهديد الغرائز بالظهور إلى منطقة الشعور ، ومحاولة الطفل إشباعها تعتبر السبب الأساسي لحدوث (القلق) لدى الطفل ، حيث يجبر على بذل أقصى الجهد لمنع ظهور تلك الغرائز إلى الشعور ، وقد يؤدي إخفاقه في كبت غرائزه إلى التعرض إلى (القلق الحاد) ، وربما إلى (الهلع) لدى البعض الأخر ، وقد يتسبب ذلك في حدوث إعراض جانبية أخرى كالمخاوف المرضية ، والشكوى من بعض الأشياء البيتة ، والشكوى من بعض الآلام الجسمية دون سبب عضوي واضح ، وقد يوجه الطفل دوافعه العدوانية إلى نفسه ، حيث يظهر ذلك في صورة إعراض (الاكتئاب) ، (و الخوف) من الانفصال عن الوالدين ، أو من المدرسة ، كما يمكن إن يحدث الاكتئاب نتيجة محاولة الطفل التحكم في الغضب ، والحزن ، لاشعوريا ، وذلك بتوجيه تلك المشاعر نحو الذات .
ويرى العالم (إريكسون) إن خبرة الطفل في اكتساب الثقة بدلا من الشكوك تعد مرحلة مهمة في حياته ، والتي سوف يبني بموجبها علاقاته مع الآخرين ، ومع العالم من حوله مستقبلا ، فإذا أخفقت تلك الخبرات المبكرة في توفير مشاعر الأمن والارتباط بالآخرين فإنه سوف ينظر للعالم من حوله باعتباره عالما مخيفا لا يوفر الأمن الكافي والتقبل به ، وهذا يقود بدوره إلى أن يصبح القلق أمر حقيقي في وجودة ، وقد يتعرض في المراحل التالية من حياته إلى نتائج مدمره تسبب له القلق واليأس وتشمل تلك المراحل في نظر (اريكسون) الاستقلال في مقابل الخجل والريبة ، والمبادأة مقابل الشعور بالإثم والذنب ، والمثابرة مقابل الشعور بالعدوانية ، والشعور بالهوية مقابل تشويه الهوية.
وبسبب عدم قدرة الطفل على التعامل مع العالم المحيط به بثقة ، فإنه يتعرض للشعور المزمن بالقلق ، والميول الدفاعية ، والانطواء ، وكل ذلك يؤدي في النهاية إلى نشوء مشكلات نفسيو شديدة ، وقد تتخذ صور الجبن ، والعزلة الاجتماعية والاكتئاب.
ولابد أن أشير في النهاية إلى أن أساليب التخويف الذي تمارسها الأسرة تجاه الطفل يمكن أن تتحول إلى محفز أساسي للقلق ، ثم أن الخوف يتحول إلى حالة مرضية لدى الطفل من خلال المعايشة والمواجهات الاجتماعية ، فعندما يرى الطفل والده يواجه متطلبات الحياة باستمرار بحالة خوف ، أو يتحدث إمامه بأسلوب يعبر عن اليأس والاكتئاب والقلق من المستقبل فإنه يمكن إن ينقل تلك المشاعر والأفكار المؤذية لطفلة ، حيث ينتاب الطفل شعور بأن العالم من حوله مكان مخيف ، ويدفعه إلى الانكماش والانعزال والجبن ، والخجل الشديد ، والتخوف من النقد.

أن على الإباء والأمهات أن يدركوا أن أبناؤهم يراقبونهم دائما في كل حركاتهم وتصرفاتهم ويقلدونهم ويتعلمون منهم ، ولذلك يجب عليهم أن يكونوا قدوة مثالية لأبنائهم ، ويمدونهم بكل ماهو جيد ومفيد ، ويبعدوا عنهم أي شعور بالخوف أو القلق ، ويوضحوا لهم أن الحياة شيء جميل ورائع مهما واجه الإنسان من مصاعب ، وان السعادة في أن يواجه الإنسان الصعاب ويتغلب عليها بجده وجهاده ، ولا شك في انه قادر على تحقيق ذلك إذا شاء .


ثالثاًَ _ العوامل الأسرية :
ذكرنا فيما سبق أن الأطفال يتشبهون دائما بإبائهم وأمهاتهم ، ويقلدونهم في حركاتهم وتصرفاتهم ، ويأخذون منهم الكثير من الصفات والعادات ، وقد اتضح من الدراسات التي أجراها العديد من العلماء أن الأطفال ذوي المشكلات الشخصية هم في الغالب ينتمون إلى اسر يعاني فيها احد الوالدين ، وربما كلاهما من نفس المشكلات.
فقد أوضحت الدراسات التي أجريت على العديد من اسر الأطفال المراهقين ذوي المشكلات الشخصية وجود العديد من الخصائص التي تجمع بين الوالدين والأبناء ، ومن بينها التسلط والقسوة ، والتحكم الزائد، فالوالدان يعلمان أطفالهما، سواء عن قصد أو دون قصد، أن العالم من حولهم مخيف ، وان الفرد الذي يعيش فيه يتعرض تلقائيا للتوتر والقلق ، ويحذرونهم باستمرار من أن أي أخطاء يرتكبونها تعرضهم للنبذ والرفض من الآخرين.
أن هذه الأساليب تسبب للطفل الشعور المستمر بالخجل مما يجعله يتجنب لقاء الآخرين ، أو جلب انتباههم لكي لا يتعرض للنقد أو الرفض ، وبالتالي يسيطر عليه الجبن والعزلة الاجتماعية.
وقد تلجأ بعض الأسر إلى توجيه النقد لأطفالهم باستمرار من أي عمل أو تصرف يأتون به ، فهم ينتقدونهم على مظهرهم أو ملابسهم أو عاداتهم أو خصائصهم الشخصية أو أصدقائهم أو قدراتهم وانجازاتهم الدراسية، وقد يوجهون لهم صفات سيئة جدا، كأن يصفونهم بالغباء أو القبح أو التفاهة وغيرها من الصفات السيئة التي تؤثر بالغ التأثير على حالتهم النفسية.
كما أن بعض الأسر تغالي في حرصها الشديد على أطفالها، وتسعى لتوفير الحماية الزائدة لهم من المخاطر المحتملة ، وتحذرهم باستمرار من الآخرين، أو من الكلاب أو غيرها من الحيوانات ويحاولون أن يصوروا لهم صورة مفزعة عما يمكن أن يحدث لهم إن هم ابتعدوا عنهم ، وهكذا يخلقون لدى أطفالهم شعورا بأن ذويهم يحاولون فعلا تجنب المواقف والناس لشعورهم بالخطر.
وفي أحوال أخرى تحاول بعض الأسر تشجيع أطفالها ، على تأكيد ذاتهم، واستقلاليتهم ، وقد يوجهون لهم العقوبة إذا ما مارسوا أمورا تعبر عن عدم الاستقلالية بتوجيه الاتهامات لهم بعدم الكفاءة والقدرة ، وفي أحيان كثيرة يشجعون أطفالهم على اتخاذ القرارات بأنفسهم، لكنهم يعاقبوهم إن اخطأوا، وقد نجد البعض يشجعون أطفالهم على التحدث وفي الوقت نفسه يخبرون الآخرين الجالسين معهم بأن طفلهم يشعر بالخجل، وغير ذلك من الصفات التي تعبر عن عدم الكفاءة ، وهذه الازدواجية في التعامل مع أطفالهم يمكن أن تعرضهم إلى الكثير من المشاكل النفسية كالارتباك والقلق ، والغضب، والجمود.
ينبغي على الوالدين وعلى المربين أن يحرصوا على عدم توجيه أي عبارات تنم عن الاستهانة بالأطفال ، أو تحط من قدرهم أو قابليتهم، أو إشعارهم بالإحباط إذا مااخطأوا في عمل ما ، فالذي لايعمل هو فقط الذي لا يخطئ .

إن الواجب يقتضي منا تقويم أخطائهم أن حدثت بروح من التفهم والاحترام لمشاعرهم ، وتنمية شعورهم بالثقة بالنفس ، وبعث الشجاعة الأدبية لديهم لكي نمكنهم من مواجهة المجتمع والعالم المحيط بهم بكل همة ونشاط وهم على أكمل استعداد.


رابعاً العوامل البيولوجية:
اقترح العلماء أربع مجالات تشرح الارتباطات الملحوظة بين العوامل البيولوجية واضطرابات الشخصية وهي كما يلي :
1- التنظيم المعرفي الإدراكي : يندرج هذا البعد تحت نطاق طيف الفصام ويشمل كلا من الفصام والمجموعة ( أ ) من الاضطرابات الشخصية واضطرابات الطيف الفصامي شائعة بين أقارب الدرجة الأولى للمريض كالوالدين والإقران والأبناء 
وكذلك نجد لديهم صعوبات في عملية الانتباه وقصور التواصل الاجتماعي كذلك الأفراد ذوي الاضطرابات الشخصية يعانون من قصور جزئ في حركة العين كتلك التي تظهر في مرضى الفصام .
2- الاندفاعية والعدوان : تعكس الفروق الفردية في درجه الاستجابة للمثيرات خارجيا وداخليا حيث أن الأفراد موجهين في أعمالهم ويجدون الصعوبة في توقع اثار سلوكهم أو التعلم من النتائج غير المرغوبة لسلوكهم السابق حيث نجدهم يؤجلون التصرفات المناسبة وخاصة في الشخصية الحدية والمعادية للمجتمع .
3- عدم الثبات والاستقرار العاطفي : يرتبط في المجموعة ( ب ) من الاضطرابات الشخصية وخاصة الشخصية الحدية والهستيرية حيث تبين من خلال الدراسات الحديثة على أن الفروق الفردية في التنظيم المزاجي والاستقرار العاطفي ترتبط بإعادة تنشيط إفراز الدومابين .
4- القلق والقمع أو الكف: يرتبط بالمجموعة ( ج ) من الاضطرابات الشخصية القلقة والخائفة وقد ربطت النتائج بين الخوف الاجتماعي وهو احد اختلال القلق باضطرابات الشخصية التجنبية .
العلاج :
ليس هناك وصفة عامة لكل هذه الاضطرابات. لكنه يحسن في الغالب عمل ما يلي:
1. القيام ببعض الفحوصات المخبرية للتأكد من عدم وجود استخدام للمخدرات أو أمراض معدية مثل الايدز وغيره.
2. القيام باختبارات نفسية تدعم التشخيص الإكلينيكي وتعطيه بعداً منهجياً مقنناً في الفحص والتقييم.
أما العلاج فإنه يمكن أن يكون كالآتي:
1. العلاج التحليلي (Dynamic Psychotherapy): ويهتم برؤية المريض للأحداث من حوله باعتبار أنها ربما تشكلت من خلال علاقاته الإنسانية في حياته المبكرة. ومن خلال استبصار المريض بالعلاقة بين خبراته المبكرة وواقعه ، يمكن أن يحدث التغيير نحو الأفضل.
2. العلاج المعرفي (Cognitive Psychotherapy): ويهتم بتشوهات الإدراك التي تكونت نتيجة تبني أفكاراً غير عقلانية لمدة طويلة. ودون النظر في الأسباب تهدف هذه المدرسة العلاجية إلى مساعدة المريض في التعرف على هذه التشوهات والأفكار ومن ثم تعليمه الأسلوب الأمثل للتغيير.
3. العلاج البينشخصي (Interpersonal Psychotherapy): ويرتكز على أن بعض المشكلات المحددة في العلاقات الشخصية مثل وضوح الدور ، وإطار العلاقة يمكن أن تكون هي السبب في الاضطرابات النفسية واضطراب الشخصية. ومن خلال إصلاح هذا الخلل في طبيعة العلاقات يمكن أن تتغير السلوكيات والأفكار التي تحدد معالم الشخصية. 
4. العلاج الجماعي (Group Psychotherapy): الذي يسمح لاضطرابات التفكير والسلوك في الظهور بين أفراد الجماعة. ويستخدم تحديدها والوقوف عندها لفهمها نوعاً من التغذية الراجعة لأعضاء الجماعة. ومن هنا يحدث التغير المطلوب في الشخصية.
5. العلاج السلوكي الحواري (Dialectical Behavior Therapy): ويرتكز حول تعلم مهارات التواصل ، والتكيف ، والتحكم في الانفعالات. ويمكن تطبيق هذا الأسلوب في إطار علاج فردي أو جماعي. 
أما العلاج الدوائي فإن دوره في علاج اضطرابات الشخصية محدودٌ جداً. ولكنه يمكن أن يستهدف أعراضاً محددة أو اضطرابات نفسية أخرى قد يتزامن وجودها مع وجود اضطراب الشخصية في مرحلة ما.